دورة طوكيو 2020 تستعد لتحقيق رقم قياسي جديد. ويتعلق الأمر هنا بالمشاركة النسائية في الألعاب الأولمبية غير المسبوقة. لكن هذا المعطى الإيجابي لم يحظ بالاهتمام اللازم بسبب تحديات جائحة كورونا.
تعرف دورة طوكيو للألعاب الأولمبية مشاركة غير مسبوقة للمشاركات الرياضيات اللواتي ارتفعت نسبتهن إلى أكثر 48 في المئة. وسيكون ذلك باديا للعيان خلال حفل افتتاح هذه الألعاب بعد يوم غد الجمعة (23 يوليو 2021)، حيث سيتم تقديم الوفود المشاركة. وفي غياب حضور الجماهير في الملعب، من المتوقع أن يتابع هذا الحفل الملايين حول العالم عبر شاشة التلفاز عندما يتم حمل أعلام الدول المشاركة من طرف مشاركة ومشارك معا لكل دولة.
زيادة تصل إلى 87 في المئة
وخلال الـ16 يوما من التنافس الرياضي، ستتنافس الرياضيات المشاركات على الميداليات الأولمبية في 156 مسابقة، فيما كان عدد المنافسات الرياضية التي احتضنتها الدورة الأولمبية السابقة في ريو دي جاننيرو 2016 لا يتجاوز 136، أي بزيادة قوية تصل إلى 87 في المئة. كما أن المسابقات الأولمبية التي تضم مشاركة جماعية للرجال والنساء فقد ارتفع أربع مرات على ما كان عليه الحال في دورة ريو دي جانيرو.
وتقول بيترا تشوبه، عالمة الاجتماع الرياضي في جامعة لايبزيغ الألمانية: "لقد كان الترويج الخاص للمرأة جزءًا من الميثاق الأولمبي منذ عام 1996". وتؤكد تشوبه، في مقابلة مع DW ، أن توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، "قام بترسيخ هذه الفكرة مرة أخرى في أجندة 2020، حيث سعى إلى جعل عدد المسابقات المخصصة للنساء تتقارب مع تلك المخصصة للنساء".
رسالة إلى مجتمعات العالم
وكان الحدث الأولمبي الأول الذي شارك فيه عدد متساوٍ من الذكور والإناث كان دورة الألعاب الأولمبية للشباب 2018 في بوينس آيرس. وها هو عدد المشاركات والمشاركين من الإناث والذكور يكاد يكون متساويا في دورة طوكيو 2020. وبذلك تكون اللجنة الأولمبية الدولية "ترسل إشارات إلى العديد من المجتمعات في جميح أنحاء العالم"، حسبما تقول تشوبه.
وتقصد عالمة الاجتماع الرياضي ضعف نسبة تواجد النساء في عدة مناصب ريادية مقارنة بنسبة الرجال في مجالات السياسة والأعمال والعلوم في جميع أنحاء العالم. وكان على النساء الكفاح لعقود من أجل المساواة في الساحة الأولمبية. وذلك بعد معاناة طويلة مع الأحكام المسبقة التي جعلت النساء تٌحرم من بعض المنافسات الرياضية "لأسباب جمالية أو خوفا عليهن من الإرهاق".
ماذا عن المساواة في الأجهزة الرياضية؟
وتقول تشوبه إنه "لولا ضغوط النساء التي لم تتوقف من أجل تحقيق مطالبهن، لما كانت الرياضة النسوية لتصل إلى ما وصلت إليه". فبعدما استطاعت النساء المشاركة في رياضة الماراثون في الألعاب الأولمبية عام 1984، جاء الدور على رياضات الجودو عام 1992 والمصارعة في عام 2004 والملاكمة في 2012 التي لم تعد حكرا على الرجال فقط دون النساء في الألعاب الأولمبية.
وبقدر ما هو مرضٍ مشاهدة زيادة نسبة المشاركة النسوية في الألعاب الأولمبية، إلا أن الرجال لا يزالون يهيمنون على أجهزة الرياضة الدولية. فمن بين الاتحادات الرياضية التي ترعى المسابقات الأولمبية في دورة طوكيو 2020، هناك اتحاد رياضي واحد تقوده امرأة.
وعملت اللجنة الأولمبية على تعزيز دور المرأة داخل دواليبها. فقبل عشرين عامًا، كانت هناك عشر نساء فقط في اللجنة الأولمبية الدولية. أما اليوم، فهناك 29 امرأة من أصل 96 عضوا يحق لهم التصويت.