الرجال ممنوع عليهم الدخول إلى صالون نادين نجيم بتاتاً، فهو مكان مخصص للسيدات فقط. وإذا حاول أحدهم كسر هذه القاعدة، فإن زهرة وابتسام (نهلة داوود) ورشا (زينة مكي) ولينا (لين غرّة) سيقفن له بالمرصاد، ضمن الكوميديا الاجتماعية “صالون زهرة” من كتابة ندين جابر وإخراج جو بو عيد، وهو من “عروض شاهد الأولى”، ويعرض لأول مرة وحصريّاً على “شاهد VIP”.
تشرح نادين نجيم أن “زهرة شابة متمردة وقاسية لأنها مرت بظروف صعبة. تناصر النساء، وهي لا تنتمي إلى أسرة ثرية وتشبه أشخاصاً كثيرين نعرفهم في حياتنا، هم الذين يسعون إلى خلق صنعة يسترزقون منها”. ويرى معتصم النهار “أننا أمام عمل غني درامياً، دسماً وممتعاً، إذ نحاول تقديم الكوميديا بأسلوب السهل الممتنع”، مردفاً بالقول أن “الحالة التي توضع فيها الشخصية، والحلول التي تضطر إلى اجتراحها هي المضحكة”.
يعيد “صالون زهرة” جمع نادين نسيب نجيم بمعتصم النهار، بعدما شكلا ثنائياً أحبه الجمهور في مسلسل “خمسة ونص” قبل نحو عامين. ويتجدّد اللقاء بينهما اليوم، بعمل ذو طبيعة مغايرة عن الأول، وفيه جرعات مضاعفة من الكوميديا، إلى المواجهات الدرامية والصراعات داخل الحي الشعبي الذي يزينه هذا الصالون النسائي، ويصوّر الحياة اليومية لموظفاته وزبوناته وجيرانهم في قالب طريف..
يحكي العمل قصص النساء من خلال هذا المكان الذي يُعتبر الملاذ الآمن للسيدات اللواتي تلجأن إليه، ليس بهدف التجميل فحسب بل لمشاركة همومهّن ومشاكلهّن العاطفية والزوجية أيضاً. وفي سياق الأحداث، تصل إلى الصالون، كرسي حلاقة عن طريق الخطأ. وهنا يضطر صاحب الكرسي إلى فعل المستحيل لاستعادته، مهما كلف الأمر، ويضطر لفتح محل تنجيد بالقرب من الصالون بغية التقرب من زهرة والوصول الى الكرسي المنشود.
ينتمي العمل إلى فئة الكوميديا السوداء على حد تعبير نادين نجيم، مشيرة إلى “أن زهرة والسيدات اللواتي يعملن معها في الصالون، يتعرضن لمواقف طريفة، ذات أبعاد إنسانية واجتماعية، ونكتشف حكاية هذه الشابة مع بيئتها ووالدها (نقولا دانيال)، وشقيقتها (أنجو ريحان) وزوجها (فادي أبي سمرا)، ونفهم لماذا نراها متمرّدة وقاسية، ولماذا اختارت ألاّ تتزوج، كما نكتشف أسباب تصديها للدفاع عن المرأة”. وتوضح نادين بأن “زهرة تشبة الناس البسطاء الذين نلتقيهم يومياً في حياتنا، والذين يحاولون أن يخلقوا صنعة للاسترزاق منها، لكن لديها خطوط حمراء ممنوع على أحد تجاوزها، وإجابتها حاضرة دوماً، ولا تخاف من أحد، حتى أنها تعتبر أنها مسؤولة عن نفسها، لأنها مقتنعة بأنها إذا لم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها، فلن تجد من يقوم بهذه المهمة”.
وتشير إلى “أنني كنت أفكر بمشروع مشابه منذ سنوات عدة مع المنتج صادق الصباح، حيث كنت أتمنى أن أجد شخصية تشبه الناس العاديين على أن تدور الأحداث في صالون للسيدات، ضمن عمل لا يخلو من الكوميديا، لكننا لم نكن نجد الفرصة والوقت والنص، إلى أن قررنا تنفيذه اليوم”. وعمّا إذا كانت الشخصية ستنفرد بعبارات ثابتة تكررها دوماً، تسارع إلى الإجابة قائلة “أنها تستخدم قاموساً من العبارات”.
وعن العلاقة مع معتصم النهار، تقول: “أن أنس يدخل الحي ضمن ظروف معينة، وحينما التقى بزهرة أحس أحدهما للآخر بمشاعر معينة غير مفهومة، ونرى كيف تتبدل ملامح هذه العلاقة خلال 15 حلقة”. وعن تقديمها مسلسلاً أقل من 30 حلقة كما اعتاد منها الجمهور، تقول أن “القصة أحياناً لا تحتمل 30 حلقة، وفي الواقع أنني أفضل المسلسلات القصيرة التي لا تتجاوز 10 أو 15 حلقة وتقدم ضمن مواسم”.
من جانبه، يجسد معتصم النهار شخصية أنس، ويقول “أنه شاب يعمل في تنجيد المفروشات والموبيليا، ويتورّط في عمل خارج عن القانون، فيضطر بحكم ذلك للدخول إلى الحي الشعبي”، مشيراً إلى أن “بداية دخوله إلى الحي هو لتحقيق هدفاً معيناً، والغاية تبرر الوسيلة بالنسبة له، حيث اضطر للتقرب من زهرة، ونراه يقع في مستنقع يصعب عليه الخروج منه”. وعمّا يجذب زهرة إلى أنس برأيه، يقول أن “زهرة ترى فيه السند والحماية، الشاب القادر على الحفاظ عليها والوقوف معها”. ويوضح أن “هذا النوع من الأدوار جديد عليّ ويستهويني إذ يحمل مواقف كوميدية طريفة، وأحداثاً وقصص حب”، لافتاً إلى أن “الموضوع غني، دسم وممتع، كما أنه خطير، إذ أن هنالك شعرة فاصلة بين الكوميديا والبلاهة، ونتجه هنا إلى كوميديا الموقف، وهو الذي يقدم مادة مضحكة مبنية على الحالة التي توضع فيها الشخصية، ثم الحلول التي تصل إليها للتخلص من موقف ما”.
وعن التعاون الثاني مع نادين، يعتبر النهار أن “الواقع الذي فرض علينا بعد عملنا الأوّل جميل، ولا أنسى تفاعل الناس مع الثنائي الذي شكّلناه معاً، حيث طُلب منا تقديم عمل آخر، وآمل أن تكون الشراكة في صالون زهرة إيجابية وممتعة للمشاهد”. ويؤكد أن “الجانب الرومانسي في العمل مبشر، وهو يحتاج إلى تظافر جهود بين شخصين من أجل خلق حالة تصل إلى الجمهور، وكل الظروف والعوامل تخدمنا لجهة النص والإخراج والتفاعل بين الممثلين عموماً وبين نادين وبيني خصوصاً”. ويختم بالقول: “أنني من جمهور “شاهد VIP”، وكلي فخر بأن تقدم أعمالي على هذه المنصة الرائدة في عالمنا العربي، والتي تحتضن شركات الإنتاج، الممثلين والكتاب والمخرجين”.
أما المخرج جو بو عيد الذي يخوض أولى تجاربه مع الدراما التلفزيونية، فيعتبر أن “الشركة المنتجة وعلاقتي بأفرادها ومنصة “شاهد”، ثم النص الذي يشبهني وعنوانه الجذاب، إضافة إلى التعامل مع نادين نجيم، كلها عوامل دفعتني إلى الموافقة على تنفيذ العمل”. ويشير إلى “أنني لم أشعر يوماً أنني درست الإخراج لتنفيذ المسلسلات التلفزيونية لكن مع التطور الدرامي أخيراً، ودخول المنصات الرقمية هذا المجال، وتخصيص ميزانية كبيرة لإنتاجها، بما يجعلها أقرب إلى الأفلام السينمائية، أقول لما لا نقوم بتنفيذ الأعمال الدرامية التي تقدم نصوصاً ثرية. وبرأيي أن المخرج السينمائي الذي لديه أحلاماً يريد تحقيقها في ساعة ونصف، قادر على ترجمتها بمسلسل تلفزيوني من 15 حلقة”.