بعد انتقادات لاذعة واجهها تطبيق “واتساب” بعد فرض “سياسة خصوصية” جديدة على مستخدميه في يناير الماضي، يعود الجدل لذات الموضوع بعد تقرير جديد كشف أن مشرفي التطبيق قادرون على قراءة رسائلنا.

فقد حذر تقرير لـ “ProPublica” من وجود فعلي لما يسمى “مشرفين” ضمن فريق “واتساب” قد يقومون بتسليم بعض البيانات (Meta data) إلى سلطات إنفاذ القانون، مشيراً إلى أن الشركة شاركت بيانات عدد من المستخدمين منذ فترة طويلة.

كما اعتبر التقرير المذكور أن ذلك قد يخلق الكثير من الالتباس حول ما تعنيه شركة “فيسبوك” المشغلة للتطبيق عندما تقول “تشفير من طرف إلى طرف” (end-to-end encryption)، والذي يعني بحكم التعريف أن المستلم والمرسل فقط يمتلكان رموزاً رقمية تسمح للرسالة بأن تصبح مقروءة، وفق موقع “Gizmodo”.

ألف مشرف لمراجعة المحتوى

كذلك أضاف أن ما لا يقل عن ألف مشرف وظفتهم شركة أكسنتشر (Accenture) التي تتعاقد مع مشرفي فيسبوك، يراجعون المحتوى الذي أبلغ عنه المستخدم والذي تم وضع علامة عليه بواسطة نظام التعلم الآلي الخاص به.

ولفت إلى أن هؤلاء يراقبون الرسائل المزعجة والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية والتهديدات الإرهابية المحتملة ومواد الاعتداء الجنسي على الأطفال والابتزاز وذلك من بين أشياء أخرى.

وبناءً على المحتوى، يمكن للمشرفين حظر الحساب أو وضع المستخدم “تحت المراقبة” أو تركه وشأنه، (وهذا يختلف عن فيسبوك أو إنستغرام اللذين يسمحان أيضاً للمشرفين بإزالة المنشورات الفردية).

رؤية آخر 5 رسائل

في المقابل، أشار التقرير إلى أنه في حين يوافق الكثيرون ربما على ضرورة مراقبة الصور العنيفة ومواد الاعتداء الجنسي على الأطفال والإبلاغ عنها، لكن برنامج الذكاء الاصطناعي للتطبيق يرسل للمشرفين عدداً هائلاً من المنشورات غير الضارة ايضا، وبمجرد وصول المحتوى الذي تم الإبلاغ عنه إليهم، يمكنهم رؤية آخر خمس رسائل في سلسلة الرسائل المرسلة.

يذكر أن تطبيق واتساب كان كشف في شروط الخدمة الخاصة به، أنه عند الإبلاغ عن حساب معين، فإنه “يتلقى آخر الرسائل” من المجموعة أو المستخدم المبلغ عنه بالإضافة إلى “معلومات حول تفاعلاتك الأخيرة مع المستخدم المبلغ عنه”.

إلا أن هذا الأمر لا يُبين ما إذا كانت مثل هذه المعلومات، التي يمكن للمشرفين مشاهدتها، تتضمن أرقام الهواتف وصور الملف الشخصي وحسابات فيسبوك وإنستغرام المرتبطة، وعنوان بروتوكول الإنترنت (IP) الخاص بالمستخدم، أو معرف الهاتف المحمول.

كما، أوضح التقرير أن واتساب لا يكشف حقيقة امكانية جمعه بيانات تعريف المستخدمين بغض النظر عن إعدادات الخصوصية الخاصة بهم.

تفاصيل غير واضحة

إلى ذلك، لم يقدم التطبيق توضيحاً يُذكر بشأن الآلية التي يستخدمها لتلقي الرسائل التي تم فك تشفيرها، ماعدا أن الشخص الذي ينقر على زر “إبلاغ” يقوم تلقائياً بإنشاء رسالة جديدة بينه وبين واتساب. ويبدو أن هذا يشير إلى أن واتساب يستخدم نوعاً من وظيفة النسخ واللصق، لكن التفاصيل لا تزال غير واضحة.

يذكر أن “فيسبوك” كان أعلن بحسب ما نقل موقع “غيزمودو” أن “واتساب” يمكنه قراءة الرسائل لأنها تعتبر نسخة من المراسلة المباشرة بين الشركة والمراسل.

كما أضاف أن المستخدمين الذين يبلغون عن المحتوى يتخذون خياراً واعياً لمشاركة المعلومات مع فيسبوك بحكم منطقهم، لذا فإن جمع فيسبوك لتلك المواد لا يتعارض مع التشفير التام بين الطرفين. وبالتالي، يمكن لواتساب رؤية رسائلك دون موافقتك.

يأتي ذلك، على الرغم من أن موقع فيسبوك كان رفع راية الخصوصية الخاصة به على واتساب، مؤكدا أنه لا يستطيع التجسس عليها.

كما شدد مارك زوكربيرغ بشكل لا لبس فيه، خلال جلسة استماع لمجلس الشيوخ عام 2018، بأن شركته لا يمكنها رؤية أياً من المحتوى على واتساب، لأنه مشفر بالكامل.

لكن عند فتح أي مستخدم اليوم للتطبيق، يطالعه نص حول شروط الخدمة وسياسة الخصوصي، بنص على ما يلي: “لا يمكننا قراءة محادثاتك الشخصية أو الاستماع إليها، لأنها مشفرة بين الطرفين”.

غير أن هذا الإشعار يبدو في بعض الحالات، حبرا على ورق!