أكد أطباء وخبراء غابات، أن الصبي المعجزة أج أفلاك الذي عثر عليه في الغابة بعد اختفائه بثلاثة أيام، نجا من الموت لأن التوحد المصاب به جعله هادئاً لا يدرك خطورة موقفه.
وكانت أستراليا بأكملها تتابع باهتمام حالة اختفاء طفل مصاب بالتوحد وسط احتمالات عديدة بخطفه أو افتراسه في الغابة القريبة من منزله، قبل أن تعثر فرق البحث عليه هادئاً جالساً في بركة ضحلة موحلة عند قاعدة طريق شديد الانحدار، وكان من الواضح أنه يشرب من ماء البركة.
وكان الطفل مصاباً بخدوش طفيفة وكدمات في جسده، وتعرض للعض من النمل وكان مصاباً بطفح جلدي بسبب الحفاض، لكنه كان في حالة معنوية عالية.
وعند نقله إلى سيارة الإسعاف التهم الطفل قطعة بيتزا كاملة وشرب المياه من غير أن يدري أنه شغل أستراليا والملايين في العالم باختفائه!
وأوضحت صحيفة ديلي ميل أن خبراء البقاء على قيد الحياة فحصوا ظروف وملابسات اختفاء أفلاك ونجاته من الموت رغم ابتعاده عن أهله وضياعه في الغابة وسط درجات حرارة متدنية بسبب تأقلمه جيداً على وضعه، وعدم شعوره بالخطر.
وترددت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي بأن اختفاء الطفل كان على مراحل، وأنه لا يستطيع العيش بمفرده في مثل تلك التضاريس الوعرة، حيث كانت درجات الحرارة تنخفض إلى درجتين فقط ليلاً.
ولكن المحققين الأستراليين الذين بحثوا في ظروف اختفاء الصغير، قالوا إن إصاباته وحالته عندما تم العثور عليه كانت جميعها متوافقة مع وجوده في الأدغال طوال الوقت.
وأكد أحد الخبراء أن "حالة التوحد المصاب بها الطفل ساعدته إلى حد كبير في الحفاظ على حالة ذهنية هادئة "لم يكن يعلم أنه ضاع، لذلك لم يكن خائفاً ولم يصب بالذعر".
وأضاف "إذا كان متعباً، فقد نام، واستطاع الوصول إلى الماء، وهو أمر كبير للبقاء على قيد الحياة في الأدغال".
وعندما تم إنقاذ الطفل وحمله في سيارة إسعاف منتظرة، قال المسعفون إنه أكل بيتزا كاملة وشرب الماء، وهي سمات نموذجية لشخص لم يأكل منذ أيام.
ويشير خبراء معهد تشايلد مايند إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد غالباً ما يكون لديهم «إحساس أضعف بالخطر» من غيرهم ويستمتعون بالاستكشاف.
ومع عودة أج إلى المنزل وبسلام بين أحضان والدته، استضافت عائلته حفلة ملحمية للاحتفال، شارك فيها كل أهالي بلدته.
وذكر خبير البقاء على قيد الحياة بوب كوبر أن «الأطفال أفضل من البالغين في البقاء على قيد الحياة في بعض الأحيان لأنه ليست لديهم فكرة مسبقة عما تبدو عليه الأدغال».
وتابع: «عندما يشعرون بالتعب ينامون، وعندما يكونون باردين يبحثون عن مأوى، وعندما يشعرون بالعطش يشربون».
وأشار إلى أن الإنسان يمكن أن يعيش لمدة 3 أسابيع دون طعام بشرط أن يكون دافئاً وشرب الماء والبقاء في مأمن من العوامل الجوية.
من جانبه، قالت عائلته بسعادة غامرة إن نجاته معجزة في مثل هذه الظروف القاسية، بما في ذلك الطقس الرطب ودرجات الحرارة المتدنية والتضاريس التي لا ترحم.