أثارت فتاة غارقة في أحد أنهار بلباو الإسبانية موجة من الهلع والفزع تحولت إلى حالة من الجدل بين سكان المدينة وسوشيال ميديا.
ولم يهدأ الجدل إلا بعد أن تبين الأهالي أن الفتاة الغارقة مجرد تمثال لفنان مكسيكي أبدعه ليثير الجدل حول الاستدامة والحفاظ على البيئة والأكثر من ذلك أنه وُضع في النهر فجراً بعلم سلطات المدينة!
وذكرت صحيفة ديلي ميل أن الفنان المكسيكي الرائد روبن أوروزكو ابتكر تلك الشخصية الغامضة بعنوان "بيهار" ("غداً" في لغة الباسك) في إطار حملة يمولها أحد البنوك الإسبانية لتشجيع النقاش حول الاستدامة.
الهدف هو أن يدرك الناس أن «أفعالهم يمكن أن تغرقنا أو تبقينا واقفين على أقدامنا»، كما قال الفنان لموقع Nius الإخباري الإسباني.
ومع ارتفاع المد والجزر في نهر نيرفيون، تغمر المياه التمثال البالغ وزنه 120 كلغ من الألياف الزجاجية ليبقى بين غرق وطفو، في انعكاس لما يمكن أن يحدث إذا واصلنا المراهنة على نماذج غير مستدامة مثل تلك التي تساهم في تغير المناخ.
واستيقظ سكان بلباو على «الفتاة الغارقة» بعد أن تم نقلها بالقارب وإنزالها في النهر بالقرب من وسط المدينة في منتصف الليل.
وقالت الزائرة تريانا جيل: "في البداية شعرت بالتوتر، عندما كنت بعيدة عن الماء، لكنني الآن حزينة على أوضاعنا البيئية".
وأضافت "إنها حتى لا تبدو قلقة، يبدو الأمر كما لو أنها تركت نفسها تغرق".
بينما اعتقدت ماريا في البداية أن التمثال هو نصب تذكاري لحدث مأساوي في الماضي.
والحقيقة أن "بيهار" ليس أول عمل يبدعه أوروزكو ويفاجئ به بلباو وسكانها.
فقبل عامين، وضع تمثالاً بالحجم الطبيعي لامرأة وحيدة تجلس على مقعد في الحديقة بعنوان"Invisible Soledad"، مثيراً جدلاً حول الحياة المعزولة لكبار السن.