مع انطلاق كل الموسم الدراسي الجديد، تزيد أعباء الأمهات العاملات، أمام مخاوف من عدم قدرتهن على الموازنة والتوفيق بين مهمة رعاية الأطفال والحرص على إنجاح عملية تعليمهم وبين مسؤولياتهن الوظيفية التي تتطلب التزامهن التام بمهامهن.
وفتحت المدارس في دول عديدة في العالم أبوابها أمام التلاميذ، ومعها سيبدأ ماراثون يومي بالنسبة إلى الأمهات العاملات اللواتي تقع على عاتقهن شؤون المنزل والوظيفة معا.
وفي مواجهة مهمة شاقة، تزايدت الدعوات في العديد من الدول إلى اعتماد دوام جزئي أي نظام عمل بحصة واحدة لتسهيل المهمة الأسرية بشكل خاص للأمهات العاملات.
ويؤكد المؤيدون لفكرة الحصة الواحدة أن فائدة العمل ليست في عدد الساعات بقدر ما هي في نوعية أدائه، واستدلوا على ذلك بمثال فرع شركة ميكروسوفت الياباني، الذي خفض أيام العمل إلى أربعة، لترتفع الإنتاجية ارتفاعا مذهلا.
ومازال نظام العمل بالحصة الواحدة يشكل أملا بالنسبة إلى النساء، فهو يلبي طموحهن المهني ويمنحهن الفرصة لرعاية أبنائهن الذين يشكون ويفتقدون طول غياب الأم من المنزل وعدم مرافقتها لهم إلى المدرسة.
وينصح الخبراء الأمهات العاملات بأن يقمن بالفصل بين العمل والحياة الشخصية، وأن يتأكدن من إعطاء الوقت والجهد المناسبين لكل منهما، مشيرين إلى أن ضغط العمل يؤثر على مزاج الأم وينعكس سلبا على نفسية الأطفال والمحيطين بها.
وأشار الخبراء إلى أن الشعور بالتقصير يراود الكثير من الأمهات اللاتي يبحثن عن المثالية في رعاية أبنائهن وفي تحقيق طموحهن الوظيفي، لافتين إلى أن هذا الإحساس هو في الأصل إحساس خاطئ، منبهين إلى أن الكثير من الأمهات يعشن حالة دائمة من الإحساس بالذنب والتقصير تجاه أطفالهن ما يمنعهن من الاستمتاع بمتعة الحياة، حيث يغرقن في أفكار وتساؤلات لا تنتهي.
وكشف خبراء العلاقات الأسرية أن من الناحية النظرية يسهل الحديث حول ما يتعلق بمثالية كل أم، إلا أنه وبمقتضى التغيرات التي تعيشها أغلب الأسر وانشغال الأمهات بالعمل والكثير من الأعمال المنزلية يصبح هذا الأمر نظريا عند التعامل مع أبنائهن في مختلف مراحل حياتهم التي تكتسي بالصعوبات عموما.
وخلص الخبراء إلى أنه على كل أُم عاملة أن تدرك أن الأمور لن تكون مثالية قط، لذلك يجب عليها ألا تقارن نفسها بالأخريات، لافتين إلى أن هناك من يحاول بث هذه المشاعر إليها بوصفها مقصرة في حقوق أطفالها، لذلك ما يجب على كل أم أن تفعله هو نبذ الشعور بالذنب تماما، وإحساسها يقينا أنها تقدم أفضل ما يمكن تقديمه لأطفالها وعائلتها.