نشر البروفيسور أنطوان بيليسولو، طبيب الأمراض النفسية ورئيس القسم في مستشفى "هنري موندور" الجامعي في كريتيل بفرنسا، دراسته الجديدة حول الاستجابات العقلية البشرية لتغير المناخ.
وأعرب، بيليسولو، عن قناعته بأن العدد المتزايد من الكوارث المناخية يسبب الإحباط والغضب والكآبة واليأس. قال:"على سبيل المثال، بعد إعصار "كاترينا" المدمر غالبا ما بدأ الناس في الولايات المتحدة يعانون من "اضطراب ما بعد الصدمة". وبالطبع كانت في الولايات المتحدة فرص كثيرة لجمع وتحليل مثل هذه المعلومات الطبية وإنني متأكد من أن بلدانا أخرى تواجه أوضاعا شبيهة."
وحسب البروفيسور فإن هذا المجال لا يزال غير مدروس إلى حد الآن خلافا للمجال الذي يسجل رد فعل جسم الإنسان على التغيرات المناخية. وكل شيء واضح هنا: الصداع النصفي، الضغط المتزايد أو المنخفض، آلام المفاصل وما إلى ذلك.
واتضح أن تغيرات المناخ تؤثر كذلك على الإنسان. كما اتضح أن سكان المدن الكبرى هم أكثر عرضة للإصابة بالفصام، مقارنة بمَن يعيشون في الريف. وسبب ذلك هو الهواء الملوث، والإضاءة الاصطناعية الكثيرة والضوضاء والقليل من الأشجار.
ويعاني الإنسان في المدينة من القلق البيئي الدائم وهو مصطلح جديد استخدمه البروفيسور في كتابه. ويرى أنه في حال عدم العلاج من القلق البيئي قد يتفاقم على خلفيته الاكتئاب. وفي حال القلق العادي يأخذ الإنسان في الاعتبار طبعا المشاكل المرتبطة بتلوث العالم. لكن في حال الإصابة بالقلق البيئي فإنه لا يفكر إلا في تلك المشاكل ويبدأ يعاني من مشاكل أخرى مرتبطة بالنوم والنظام الغذائي.
يقول بيليسولو: "لقد جعلتنا الأزمة الصحية ندرك مدى تعرضنا للكوارث الطبيعية". ووجد الجميع خلال جائحة فيروس كورونا، أنفسهم في حالة من العزلة والاغتراب عن الطبيعة.
وللتغلب على التوتر، ينصح الطبيب بالمشي كثيرا وتناول الطعام الصحي وممارسة تمارين التنفس والرياضة.