يكشف الفنان المصري عمرو واكد في مقابلة خاصة مع صحيفة “القدس”، عشية إطلاق برنامجه الجديد “دهاليز” مع منصة “O2” التابعة لشبكة الجزيرة، العديد من التفاصيل عن مواقفه وجديده، ورؤيته للعمل الرقمي الجديد الأول له والموجه للجمهور العربي الواسع.
وفي المقابلة، يغوص عمرو واكد في تفاصيل البرنامج الضخم الذي أثار اهتماماً واسعاً، ونال استحسان المتابعين، ويعتبره خطوة أولى، حيث دشن مرحلة تعاون مع القطاع الرقمي في الجزيرة، كما أنه يشرح ملابسات ما يتعرض له من مضايقات بسبب التعبير عن آرائه كفنان عن الشأن الحاصل في بلده مصر.
عندما سألناه بداية لماذا اختار الجزيرة تحديدا، وليس منصة أخرى للانطلاق في عالم الإعلام الرقمي؟ أجاب أن لكل عمل جديد ظروف معينة، و”الحمد لله حالفه الحظ للاجتماع مع الجزيرة في هذا الإنتاج الكبير”، مشيراً إلى أنه قد يجتمع مع الشبكة في أعمال أخرى مستقبلاً.
واستطرد الفنان، أن “العمل مع الجزيرة ميزة، لأنهم تقدموا بشكل جيد في صناعة المحتوى الرقمي، وبدأوا باكراً مقارنة مع المنافسين”. مشدداً أنه يرغب في مخاطبة جمهور المنصات الرقمية، ويهمه أن يصل لأكبر شريحة. وأضاف واكد أن “الإعلام الرقمي يتضن ميزة هامة، وهي قراءة واستنباط الأرقام، وتحليل فئات الجمهور، وهو برأيه مستقبل الإعلام، لأن هذه النوعية لا يمكن أن يتم منافستها، وتحليل البيانات ومعرفة كل التوجهات تسهم في تقدم المشاريع الإعلامية”.
وحينما سألت “القدس العربي” الفنان المصري إن “كان يجد نفسه أقرب للجزيرة، ولجمهورها من خلال هذه المنصة الشبابية؟”، رد قائلاً: “أنا والجزيرة على منصة (O2)، نقدم محتوى جديداً في الإعلام الرقمي، وهناك منتج جديد ونخاطب جمهوراً تعود على نوع معين من المحتوى، ونحن نهدف لتغيير الخطاب ونتواصل معه كصديق، ويكون هناك نقاشات وتفاعل”.
واستطرد: “أعتقد أن جمهور الرقمي العربي، يزداد التفافاً حول منصة الجزيرة الرقمية، لأنهم يهتمون بموضوع المعلومة، ونسردها بشكل جديد، ونترك لهم الحكم عليها”.
وحول سؤال إن كانت منصة الجزيرة تفتح له نافذة جديدة ليطل على جمهوره؟ رد واكد: “بكل تأكيد”، لأن آخر عمل له موجه للجمهور العربي، كان في 2017، من خلال فيلم القرد، ولم ينتج بعده أي عمل للجمهور العربي. ويشدد أن “دهاليز” هو أول عمل له للجمهور العربي.
وأضاف أنه “يمنح أهمية لهذه التجربة ويعول عليها، ويتطلع للوصول للجمهور الواسع، عن طريق منصة الجزيرة الرقمية، حيث أن أي شخص يستخدم الهاتف، سيشاهد المواد في أي وقت ويعود لها ويتفاعل معها.
وفي رده على سؤال ما إن كان يفكر في اقتحام مجالات أخرى بعد هذا العمل مع منصة الجزيرة؟ يجيب عمرو واكد أنه من فترة طويلة فكر في إنتاج مواد للرقمي، وهو ما تحقق مع منصة (O2)، واستطرد أن العمل المنتج ثمرة جهود متواصلة.
وكشف أنه قدم وصلات عزف موسيقي ضمن برنامج “دهاليز”، مشيرا إلى أن قلة تعرف أنه يجيد العزف، ولديه اهتمامات بالموسيقى، لهذا قرر أن يضيف بصمة على برنامجه الجديد، ويستعملها علاجاً لنفسه، للتهدئة، وابتكار أفكار جديدة، ويتحايل على النص على حد تأكيده.
وتفاعل الفنان المصري العالمي مع سؤال “القدس العربي”، أين يوجد عمرو واكد بين الفن والتقديم التلفزيوني والرقمي والسياسة؟ وردّ بلغة صريحة أن “كل شخص له مواقف وأفكار سياسية”. وشدد قائلاً: “أنا أؤمن بالحرية، وأرى أنها منقوصة في الوطن العربي، والمشكلة أن السلطات العربية لا تقبل الكلام ولا تتقبل أن لدى المواطنين رأي سياسي مختلف”.
وأضاف: “في الولايات المتحدة وبعض الدول، معظم الفنانين لهم مواقف، وظهر بعضهم في تجمعات سياسية لمساندة مرشح يرونه الأفضل، أو قريب من أفكارهم، ولهذا يجب أن يكون بوسعي المواطن العربي سواء كان فناناً أو يمتهن أي وظيفة أخرى أن يعبر أن عن رأيه السياسي كفرد”. ويشدد: “عمرو ليست لديه طموحات سياسية، لكن لدي تطلعات سياسية، ومؤمن بالحرية، والتداول السلمي، وتوالد الأفكار، ومهتم بمصلحة البلد، ولن أتوقف عن التعبير عن أفكاري في المصلحة العامة”.
ويضيف أنه “من غير المعقول أن لا نعرف توجه البلد، ولا اهتمامات المواطنين، إذا كان الحديث ممنوعا، والرأي مصادرا، والحرية مقموعة”. ويشدد أنه: “بهذا التكتيم للأفواه، يسهل هزيمتنا، لأننا نحتاج للتعبير بشكل صريح وشفاف”.
ويختتم عمرو واكد حديثه عن الشق السياسي وحرية المواطنين في التعبير عن آرائهم، مهما كانوا وليس بالضرورة أن يكونوا من العاملين في السياسية، مشدداً أن صاحب السلطة الذي يمنع الرأي، كيف يقيس الحالة العامة للرأي العام؟
ويستخلص أنه لا يمكن قياس توجهات الجماهير، من دون حرية رأي، مضيفاً أن رأي عمرو واكد في القضايا السياسية وذات المصلحة العامة، ليس له علاقة بالسياسة كممارسة، لكنها تصنف في خانة الرأي، لأن تأثير السياسة على الإنسان واضح، وهناك أفلام لها رسائل إنسانية بما يتقاطع مع القرارات السياسية، وهو لا ليس بعيداً عن تجسيد الأدوار الإنسانية والقريبة من الناس.