طمأن الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، جمهور ومحبي الفنان القدير سمير صبري، على حالته الصحية. مشيراً إلى أن حالته مستقرة، ويستجيب للعلاج.
الفنان سمير صبري، الذي يرقد في المستشفى حاليا، اثر تعرضه لأزمة صحية، بعد خضوعه لعملية جراحية، نتيجة ضعف في القلب، من تأثير العلاج الكيماوي من السرطان الذي خضع له قبل عام، المحب الذي يعطي دون مقابل، صاحب المواقف الإنسانية نحو زملائه في الوسط الفني، الذي أخلص لفنه ولرسالته، يمتلك رصيدا كبيرا من حب واحترام الجمهور له، يجني ثمار الخير والحب، في رسائل الدعم التي تلقاها من جمهوره وزملائه الذين يدعون له بتماثل الشفاء.
ولم تقف رسائل الدعم عند جمهوره وزملائه فحسب، وأنما من بلده مصر بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتكفل الدولة بعلاجه والاهتمام به. ولا شك أن هذه الرسائل والدعوات كان لها بالغ الأثر على حالته النفسية والمعنوية التي ارتفعت بعد هذا القرار الذي جاء تزامنا مع خضوعه لعملية جراحية صعبة في القلب.
أسماء كبيرة لامعة توارت خلف الأضواء، تنحت عن قرار الاعتزال، وعادت للظهور من أجل مساندة الفنان سمير صبري، وهي الفنانة القديرة نجلاء فتحي التي حرصت على دعم صديقها والاطمئنان عليه، قبل إجرائه عملية جراحية في القلب. وغيرهم من فنانين الجيل الكبار والشباب الذين يحرصون على الاطمئنان عليه يومياً عبر الهاتف الجوال.
صانع البهجة
يمتلك الفنان سمير صبري، في سجله الفني 138 فيلما، علي سبيل المثال لا الحصر : حكايتي مع الزمان، بمبة كشر، الأخوة الاعداء، الوفاء العظيم، الاحضان الدافئة، ومضى قطار العمر، وبالوالدين إحسانا، جحيم تحت الماء، الجلسة سرية، امرأة ضلت الطريقة، اختفاء زوجة، قصر الشوق، عدو المرأة، ابي فوق الشجرة، المساجين الثلاثة وغيرها من الأفلام الهامة.
وعلى صعيد الأعمال الدرامية، بلغ رصيده 37 مسلسلا دراميا، منهم حضرة المتهم أبي، قضية رأي عام، حق مشروع، ملكة في المنفى، كاريوكا، ريح المدام، فالنتينو، المرافعة، يا ورد مين يشتريك، أم كلثوم وغيرها من الأعمال الدرامية.
وثلاثة مسرحيات هما العبيط، يا احنا يا هيه، قطط الشوارع، و 11 مسلسلا إذاعيا، و 6 برامج إذاعية.
استطاع أن يحقق حضوراً خاصاً في الأدوار الكوميدية، في الأعمال القليلة نسبياً التي شارك فيها، إذا ما قورنت بكم الأدوار الاجتماعية التي لعبها، حيث أدرك لعبة الكوميديا ولعب على اسلوب “السهل الممتنع” معتمداً على كوميديا الموقف، نذكر منها : نص ساعة جواز، شنبو في المصيدة، البحث عن فضيحة، وغيرها من الأفلام الكوميدية التي ترك فيها بصمة من البهجة.
على مدار مسيرته الفنية، أثبت أنه فنان لا يصعب عليه أداء أي نوع من أنواع الدراما، حيثُ حافظ على المستوى العالي نفسه في كل أعماله وأدواره.
وأسس مع رفيق الصبان ويوسف شاهين وحسين كمال وسيد رويال نقابة فنية سميت باسم “الأحرار المنفتحين”.
البداية
عمل “صبري” في بداياته مذيعاً في الإذاعة الإنجليزية ثم اتجه إلى التمثيل والغناء. واستطاع أن يثبت نفسه بين نجوم عصره.
ولد شغفه بالفن منذ نعومة اظافره، وعاش وسط عائلة ذواقة للفن ، فكان والداه يصطحبه إلى السينما والمسرح وشجعوه عندما وقف أمامهم يقلد الفنانين يغني ويرقص.
انتقل مع والده إلى القاهرة، بعد انفصاله عن والدته وهو في عمر التسع سنوات، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته في القاهرة، حيثُ كان يقطن في عمارة النجوم والعظماء تبناه عبد الحليم حافظ بعد كذبة أجادها وقدمه للنجمة الكبيرة لبنى عبد العزيز ليصبح وعمره 10 سنوات نجم البرنامج الأوروبي.
الإذاعة
رغم حبه للسينما ونجاحه فيها، لكن حب للإذاعة كان يراوده من حين لآخر، ففي عام 1973، انطلق أول برنامج له، وكان يحمل اسم “النادي الدولي”، واستمر عرضه لعدة شهور، استضاف خلاله الكثير أكبر نجوم مصر، وعلى رأسهم عبدالحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب والمخرج حسن الإمام، ويعتبر أول برنامج “توك شو” في مصر.
نجاح التجربة، شجعه لتكرارها مرة أخرى من خلال برنامج “مشوار”، والذي استمر عرضه على التلفزيون المصري عدة سنوات متتالية، وكانت فكرته تعتمد على استضافة نجمين خلال شهر رمضان، كل منهما تُعرض حلقاته 15 يومًا في الشهر الكريم.
ومن البرامج التي نالت شهرة واسعة، وحقق من خلالها رغبته كإذاعي ناجح، برنامج “هذا المساء”، والذي استضاف فيه كبار النجوم والفنانين، وبرنامج بدون كلام، وبرنامج “كان زمان” وأخرهم “ليلة في شارع الفن” عام 2017 على راديو 9090، استعرض خلاله أخبار نجوم الزمن الجميل المتعلقة بحياتهم الفنية والشخصية.
جوائز وتكريمات
رغم أنه من مؤسسي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيثُ قدم أول دورة مع الكاتب الكبير الراحل كمال الملاخ، تذكره المهرجان اخيرا وقرر تكريمه في دورته الـ40، عام 2018، بمنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية، وهو التكريم الذي تأخر كثيرا، وجاء ذلك خلال كلمته في الحفل التي اشار فيها أنه سعيد بالتكريم قبل وفاته، وتوقع أنه لن يرى لحظة تكريمه، وأنهم سيقولون يتسلم جائزة الفقيد سمير.
وقدم صبري فيلما تسجيليا بصوته في بداية حفل افتتاح هذه الدورة، عن تاريخ السينما في العالم ومصر، لافتا إلى أنه قدم أول دورة للمهرجان في السبعينيات مع الكاتب الراحل كمال الملاخ، وأنه سعيد لأن الله أعطاه العمر وها هو يقدم الدورة الـ40 للمهرجان.
وتم تكريمه من جانب مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، في دورته الماضية، تقديرا لتاريخه الكبير في المجال السينمائي. وهو التكريم الذي اعرب عن سعادته، مشيرا إلى أن المرة الأولى التي حضر فيها المهرجان كانت خلال مشاركة فيلم “بتوقيت القاهرة” عام 2015.
كما كرم من مهرجان حفل توزيع جوائز “دير جيست” في الدورة 18، عن مجمل أعماله الفنية، وسط حضور عدد كبير من نجوم الفن.