خرج مسلسل “فاتن أمل حربي” مبكرا من سياق الأعمال الدرامية الترفيهية بموسم رمضان، وتحول مع نجومه إلى منصة للدفاع عن حقوق المرأة الشرعية خاصة بعد الطلاق، وبدأت بطلة العمل نيللي كريم في استقبال تعليقات يومية من نساء مطلقات يتضامن مع المسلسل ويقدمن “حكايات أكثر مأساوية” من حكايتها في المسلسل، ما دفع نيللي للدعاء بنصرة كل ست مظلومة، وتضامن معها المجلس القومي للمرأة ببيان عاجل صدر فجر اليوم الثلاثاء لتوضيح حقيقة حرمان الأم من الولاية التعليمية لأطفالها.
نيللي اعترفت بترددها في تقديم بطولة مسلسل “أمل فاتن حربي” لأن المجتمع لا يحتاج للمزيد من الأزمات، وقالت أن المسلسل بدا كفكرة لمخرجه ماندو العدل وأضافت: مع المخرج الكبير الاستاذ محمد العدل ….فكرة العمل كانت فكرة الاستاذ محمد العدل و الحقيقة في البداية انا كنت خائفة جدا علشان قولت اكيد الناس زهقت من المشاكل بس و انا في التصوير ادركت قد ايه العمل ده مهم و كل ما كنت اقابل حد و اقوله موضوع المسلسل كان يحكيلي قصة لحد من الاصدقاء او القرايب او الجيران و كلهم قصص محزنة و للأسف مفيش حد عرف ياخد حقه و لحد الان في المحاكم اللي بتاكل في عمر الام.
وأكدت أن القصص التي تصلها من الواقع أسوأ بكثير مما يحدث في المسلسل وقالت: للأسف الواقع الي بيشوفو معظم السيدات بعد الطلاق اوحش من قصة تونة بكثير و للأسف الواحد مش عارف يساعدهم ازاي.
واصدر المجلس القومي للمرأة بيانا عاجلا لدعم رسالة المسلسل قال فيه: في إطار متابعة المجلس القومي للمرأة لقضايا المرأة المثارة فى الدراما المعروضة خلال شهر رمضان الكريم، فقد رصد المجلس عدة مسائل في الاحوال الشخصية طرحها مسلسل ” فاتن أمل حربى” للفنانة نيللي كريم، الذى يتحدث عن معاناة المرأة المصرية بعد الطلاق، حيث تناولت أولى حلقاته قضية هامة تتعرض لها الأم الحاضنة تخص مباشرتها للأمور التعليمية لصغارها من حيث التقديم لهم بإحدى المدارس أو نقلهم أو متابعتهم.
تابع البيان: وبصدد تلك المسألة تثار عدة تساؤلات هامة مثل: هل يشترط الطلاق لكي تتمكن المرأة من تولي الأمور التعليمية لصغارها؟ وهل الولاية التعليمية دعوى قضائية؟ وهل تحتاج إلى إجراءات صعبه؟ وهل تطول المدة بين طلبها وإصدار المحكمة الأمر بها؟
أضاف: ومن هنا يوضح مكتب شكاوى المرأة الإجراءات القانونية التي تنظم تلك المسألة، وبداية تنبغي الإشارة إلى أن المادة ٥٤ من قانون الطفل رقم ١٢ لسنة ١٩٩٦ المعدلة بالقانون ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ نصت على أنه “التعليم حق لجميع الأطفال بمدارس الدولة بالمجان وتكون الولاية التعليمية على الطفل للحاضن، وعند الخلاف هلى ما يحقق مصلحة الطفل الفضلى يرفع أي من ذوي الشأن الأمر إلى رئيس محكمة الأسرة بصفته قاضياً للأمور الوقتية ليصدر قراره بأمر على عريضة”، كما أصدرت وزارة التربية والتعليم الكتاب الدوري رقم ١ لسنة ٢٠٠٨ بأن يلزم الأب بتحويل نجله إلى أقرب مدرسه لمسكن الأم الحاضنة طالما أن التلميذ مازال في سن الحضانة، كما ورد بالكتاب الدوري رقم ٢٩ لسنة ٢٠١٧ أنه “حال انقضاء علاقة الزوجية تكون الولاية التعليمية للحاضن دون حاجة لصدور حكم قضائي بذلك حيث أن الولاية التعليمية ثابتة بقوة القانون، لا يسري حق الحاضن في الولاية التعليمية إلا بعد تمام إعلان المدرسة أو الإدارة أو المديرية التعليمية المختصة بإنتهاء العلاقة الزوجية وإرفاق ما يفيد ذلك”
وواصل البيان: وهو ما يتيح للمطلقة الحق في الولاية التعليمية دون اللجوء إلى المحكمة، كما يمكن للزوجة أو المطلقة أو غيرهم من ذوي الشأن المطالبة بالولاية التعليمية عن طريق المحكمة بطلب إلى رئيس محكمة الأسرة بصفته قاضياً للأمور المستعجلة لإصدار أمر على عريضة بحق الحاضن في الولاية التعليمية.
واختتم قائلا: ويمكن للزوجة المطالبة بالولاية التعليمية طالما كان الصغار معها وكانت هناك خلافات بين الزوجين، كما أن الولاية ليست دعوى قضائية وإنما طلب على عريضة بإجراءات يسيرة وصور مستندات أساسية كالبطاقة ووثيقة الزواج/ الطلاق وشهادات الميلاد للصغار، وتحدد المحكمة لنظر الطلب أقرب جلسة ممكنه وتصدر قرارها في أولى جلساتها، فحق الولاية التعليمية على الطفل يكون للحاضن رعاية لمصلحة الطفل الفضلى.
وسبق أن كشفت نيللي كريم عن وجود أوجه تشابه بين حياتها الشخصية وما مرت به من أزمات قانونية بعد الطلاق، وبين شخصية “فاتن أمل حربي” وأضافت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي: فاتن امرأة كجميع النساء، لديها آمال وطموحات، وتحارب في الحياة من أجل أولادها والعائلة، وهي متزوجة وتعاني مشاكل عائلية كسيدات كثيرات في مجتمعنا، وتقصد المحكمة بحثًا عن حقوقها.
تابعت: من خلال المشاهد التي قمنا بتصويرها والمواقف التي تعرضت لها، أؤكد أنني مررت بمواقف مماثلة لما مرت به هذه المرأة.
وعمّا إذا كان العمل قادر على تغيير بعض القوانين المجحفة أو تعديلها، قالت: قبل نصف قرن تقريبًا، حينما قدمت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فيلم أريد حلًا للمخرج سعيد مرزوق، ساهم العمل في تعديل القانون.
وأضافت: لا أدري إذا كان القانون سيتغير بعد هذا المسلسل، لكننا قمنا بتسليط الضوء على المشاكل الحقيقية التي تمر بها أي امرأة تريد حقوقها. وما يطرحه مسلسل فاتن أمل حربي ليس من خيال المؤلف بل يرتكز على وقائع حقيقية، أسمع البعض منها كنماذج من النساء الذين يظهرون في بعض مشاهد العمل، وإذا غيّر المسلسل شيئاً أو ساهم في أي تعديل لمصلحة المرأة سأكون في قمة السعادة والاعتزاز.
وتابعت: الكاتب ابراهيم عيسى عرف كيف يتعامل مع الموضوع بذكاء كبير، وأعتبر أنني محظوظة أن أكون بطلة أول مسلسل يقوم بكتابته ضمن مسلسل عميق يناقش مشاكل مهمة.
يضم العمل كوكبة من الممثلين منهم نيللي كريم، شريف سلامة، هالة صدقي، محمد ثروت، محمد الشرنوبي، خالد سرحان، فادية عبدالغني، محمد التاجي، يارا جبران، لمياء الأمير، والطفلتان فيروز وريتال ظاظا.