بكلمات موجزة، تحدّثت الفنانة المغربية هند ضافر في حوار معها تزامن مع تقديمها مؤخرا لمسرحيتها الجديدة “تيمغرا” التي تعني العرس، في مدينة فاس، وهي من توقيعها على مستوى الدراماتوروجيا والإخراج وتأليف الفنان عزيز عبدوني، كما تواصل تجربتها الناجحة مع فرقة مسرح “الحال” من خلال مسرحية جديدة وقعها الفنان المتألق عبد الكبير الركاكنة والمعنونة بـ “حفيد مبروك”، وهو عمل مهدى للفنان الكبير الراحل عزيز موهوب.
هند ضافر من الفنانات المغربيات اللواتي اخترن المسرح عن قناعة، وتنتظر فرصتها في الدراما والسينما، لكنها اليوم تتنفس فقط المسرح وتعيش اللقاء المباشر مع الجمهور، وهي على هذا العهد منذ أن بدأ نجمها يلمع في سماء الركح المغربي.
جوابها عن سؤال الجديد، قالت إن “العمل الذي قمت بالاشتغال عليه هو من تأليف الصديق عزيز العبدوني إسمه العرس (تيمغرا)”.
وتوضح أن المسرحية “عبارة عن حلقة مواجهة بين شخصيتين، وتستمد تفاصيل احداثها من القصة المعروفة (إيسلي وتيسليت)”.
وعن السفر من التمثيل إلى الإخراج، على اعتبار أنها ممثلة في “حفيد مبروك” ومخرجة في “تيمغرا”، وهل هو متعب أم ممتع، قالت “أكيد أنه يتطلب جهدا، لكن مادام الشخص يشتغل بشغف واستمتاع فلن يشعر نهائيا بالتعب”.
وتضيف أنه “بالنسبة لمجال الإخراج هو عشق يتمحور في إخراج أفكاري وإبداعاتي إلى الواقع”، واستعرضت ضافر تجربتها في المجال، حيث أشارت إلى أن اشتغالها “في مجال الإخراج كان مند سنوات حيث انجزت عدة فيديو كليبات وظل هذا الشغف حاضرا لدي إلى حدود اليوم”.
من سؤال السفر بين التمثيل والإخراج، إلى سؤال التخصص في المسرح، حيث تعتبر هند ضافر من الفنانات المغربيات اللواتي اخترن الخشبة كجسر لإظهار موهبتهن والتألق في أداء الشخصيات المسندة إليها في مختلف المسرحيات، لكن كان لزاما أن نسألها هل هو اختيار أم اضطرار، لأن العديد من الفنانات والفنانين يؤكدون تهميشهم في خوض أعمال درامية أو غيرها.
وتنهي هند ضافر الالتباس، لتؤكد أن المسرح “هو فعلا تخصصي”، وتوضح أكثر أنه “اختيار لأن المسرح بالنسبة لي هو جزء مني”.
وشبّهت الفنانة المغربية المسرح بطبيب نفسي تقصده لكي تعالج نفسها، وباختصار، تشدد على أنه من الصعب عليها أن تتخلى عن المسرح. وفي استطراد بليغ، قالت ضافر بخصوص المشاركة في الأعمال التلفزيونية والسينمائية “مثلي مثل عدد كبير من الممثلات ينتظرن فرصتهن”.
بارتباط مع التلفزيون والدراما، سألت “القدس العربي” هند ضافر عن مبادرة “المسرح يتحرك” والتي تم الإعلان مؤخرا عن نتائجها، وتتعلق بتصوير وعرض 60 مسرحية في القنوات التلفزيونية المغربية، وهل سجلت ملاحظات على تلك النتائج.
في هذا الباب اكتفت هند ضافر بفتح شرفة التهنئة للفرق التي تم اختيارها ضمن مبادرة “المسرح يتحرك”، لكنها تابعت موضحة، “من وجهة نظري الخاصة فإن اختيار 60 مسرحية فقط غير كاف”.
وعلى اعتبار أن مبادرة “المسرح يتحرك” جاءت من اجل ضخ دماء الانتعاش في جسد المسرح المغربي بعد تداعيات الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا المستجد، وهي مبادرة مشتركة بين وزارة الثقافة والتلفزيون المغربي، سألناها عن السبب في وقوع الفنان المغربي ضحية لمثل هذه الازمات بشكل كبير، وما سر هذه المعادلة المختلة.
بالنسبة للفنانة هند، قالت بكل صراحة و”وضوح”، إن “مجموعة كبيرة من الفنانين “Freelance ” أي الذين يشتغلون أحرارا دون وظيفة أو ارتباط مع مقاولة، ليس لديهم “مصدر رزق أخر وتضرروا كثيرا من أزمة كورونا”.
وأكدت أنها كانت واحدة من الفنانين الذين تضرروا بشكل كبير من أزمة الجائحة وتداعياتها، مشيرة إلى أنها حالة عالمية، وعلينا ان نتخطاها وأن تعطينا دفعة قوية كي نكمل المسير وليس كي نصاب بالإحباط.
وعن تقييمها للمشهد المسرحي خلال الفترة الأخيرة وعما إذا كان سيعود الى سابق عهده بالانتعاش والحركة؛ جواب الفنانة بسط امكانيات تطور المشهد المسرحي، مؤكدة أنه ما دامت هناك انتعاشة، سيكون هناك إبداع، “لكن يجب الالتفات لهذه الفئة القوية في المجتمع وإعطائها حقها”.