من المعروف أن الامتيازات، التي يحصل عليها أعضاء العائلات الملكية، تكون غير اعتيادية، وغالباً تشكل مصدر فرح، ويتمناها معظم البشر، إلا أنها في الواقع قد لا تكون مصدر سعادة دائمة، فهنالك أشياء لا يمكن القيام بها أبداً، إذا كنت جزءاً من الدائرة المقربة للملك تشارلز. فعلى سبيل المثال، هل سبق لأحد أن شاهد الملك تشارلز يتوقف خلال سيره، ويلتقط إحدى الصور الشخصية، أو رأى أحدهم الأمير وليام يقوم بالتوقيع للمعجبين؟
وعلى الرغم من عدم وجود قواعد ثابتة، فإن هناك إرشادات يتوجب على أفراد العائلة الملكية الالتزام بها، ويعتبر بعضها صارماً، والبعض الآخر غير صارم.
لا تقبيل ولا تشابك للأيدي
نادراً ما يقبل أفراد العائلة الملكية بعضهم بعضاً أو يمسكون بأيديهم في الأماكن العامة، ويفترض بعض المراقبين الملكيين أن الآداب أو البروتوكول الملكي يمنع الأزواج من الانغماس في التعبير عن المشاعر أمام العامة، ويندفع أفراد العائلة الملكية بأن يظلوا محترفين، عندما يكونون بالخارج، لأنهم ممثلون عاملون عن الملكية البريطانية.
على سبيل المثال، في حالة أمير وأميرة ويلز، قالت محررة المجلة الملكية، إميلي ناش، في وقت سابق: “تتم رؤيتهما دائماً تقريباً في الصور التي يتم التقاطها أثناء الارتباطات الرسمية، لذا فهما في (العمل)، وسيكون من غير المهني أن يمسكا أيديهما. يحتاجان أيضاً إلى مصافحة عدد كبير من الأشخاص أثناء لقائهما في ذلك الوقت، لذا بصرف النظر عن كونهما في الخدمة، لن يكون ذلك عملياً جداً!”. وتضيف: “نحن نعلم أنهما حنونان جدًا، وهذا يحدث أحيانًا خلال اللحظات الأكثر روعة، في الأحداث الرياضية أو ما شابه ذلك، لكنك لا تتوقع منهما أن يعرضا ذلك أثناء وجودهما في مواقف أكثر رسمية”.
الانحناء
لا بد من الانحناء عند تحية الملك، خاصة من قبل الرجال، بينما تنحني النساء قليلاً، لكن ذلك يكون لوقت قصير جداً من دون المبالغة بالأمر، لأن الانحناء بشكل بسيط وسريع يفي بالأمر.
الزواج
يحتاج كبار أفراد العائلة الملكية إلى إذن الملك للزواج، وهو أمر موضح في قانون الزواج الملكي لعام 1772، حيث إن أي عريس (أو عروس) محتمل من كبار أفراد العائلة الملكية، يتوجب عليه الحصول على ختم الموافقة الرسمي من الملك، ثم يلي ذلك الإعلان عن الأمر، وقد يختار بعض كبار أفراد العائلة الملكية عقد مؤتمر صحافي رسمي للأمر.
سياسات صارمة لقبول الهدايا
بشكل عام، إن أفراد العائلة الملكية يتلقون مئات الهدايا من المهنئين، خلال ارتباطاتهم العامة والجولات الخارجية، لكن هناك قواعد حول ما يمكنهم وما لا يمكنهم قبوله.
ووفقاً لسياسة الهدايا لعام 2003، “لا ينبغي قبول أي هدايا، بما في ذلك الضيافة أو الخدمات، والتي من شأنها أن تضع عضو العائلة الملكية تحت أي التزام تجاه المتبرع”.
وعادة، يتم رفض الهدايا التي تقدمها الشركات في المملكة المتحدة، ما لم يتم “تقديمها كتذكار لزيارة رسمية لمباني الشركات، للاحتفال بالزواج الملكي، أو أي مناسبة شخصية خاصة أخرى”، ويمكن للعائلة الملكية قبول الهدايا من الهيئات العامة، مثل: القوات المسلحة أو الجمعيات الخيرية، خاصة تلك التي تربطهم بها علاقة راسخة.
وعندما يتعلق الأمر بأفراد الشعب، يمكنهم قبول هدايا بسيطة ومعبرة، مثل: الزهور والطعام والكميات “المعقولة” من المواد الاستهلاكية، والكتب غير المثيرة للجدل، لكن العائلة الملكية لا يمكنها قبول أي شيء تزيد قيمته عن 150 دولاراً.
يمنعون من السفر معاً
رغم عدم وجود قاعدة رسمية بهذا الشأن، فإنه يجب على ورثة العرش عدم السفر معاً في الرحلة ذاتها، وذلك بهدف حماية النسب الملكي، وقد ينكر البعض هذه القاعدة على اعتبار أنهم شاهدوا العديد من الورثة المباشرين يسافرون معاً بنفس الطائرة، على سبيل المثال، لكن هؤلاء يكونون قد حصلوا على موافقة شخصية من قبل الملك قبل القيام بالأمر، فهو صاحب الكلمة الفصل في هذا الشأن.
وعلى سبيل المثال، سافر الأمير وليام والأمير جورج معاً في جولاتهما الملكية إلى كندا وأستراليا ونيوزيلندا وبولندا وألمانيا. وبالمثل، عندما كان وليام طفلاً، رافق والده في جولات عالمية، لكن كلها بموافقات ملكية خاصة.
السير حسب الرتبة
عادة، تصل العائلة الملكية إلى المناسبات الرسمية، مثل حفلات عيد الفصح، والزفاف، بحسب الرتبة، مع وصول كبار السن في آخر الأمر، وهذا يعني أن الملك سيكون عادة آخر من يصل، ويكون أمير وأميرة ويلز أمامه، وهكذا. ولا يمكن إنكار وجود بعض المرات التي توقف فيها أحد أفراد العائلة الملكية عن طيب خاطر لالتقاط صورة “سيلفي” مع أحد المعجبين، بهدف إظهار النوايا الحسنة.
لكن القاعدة العامة تحث أفراد العائلة على رفض التقاط هذه الصور بأدب. وقد اعترف الأمير هاري، ذات مرة، بأنه “يكره صور السيلفي”، خلال زيارة قام بها إلى النصب التذكاري للحرب الأسترالية في كانبيرا، وقد رفض طلب أحد المعجبين الشباب، موضحاً: “لا، أنا أكره صور السيلفي بجدية، أعلم أنك شاب، لكن صور السيلفي سيئة”. وكشفت الملكة الراحلة ذات مرة أنها تجد الأمر” مقلقاً”، و”غريباً”، عندما تواجه بحراً من الأشخاص يحاولون التقاط صور “سيلفي” معها.
التوقيع ممنوع
قد نرى في بعض الأحيان أفراد العائلة الملكية يوقعون أسماءهم في دفتر الزوار، أو على ملاحظات خاصة، مثل الرسائل المرفقة بأكاليل الزهور. لكنك لن تراهم يوقعون للمعجبين أثناء التجوال إطلاقاً، إنها قاعدة قديمة لاتزال سارية لجميع أفراد العائلة الملكية، بسبب خطر تزوير التوقيع.
الملابس السوداء رفيق دائم في السفر
يفرض البروتوكول الملكي على أفراد العائلة الملكية أن يحملوا قطعة من الملابس السوداء عند الذهاب في جولة ملكية، تحسباً لوقوع أي حادث مؤسف خلال السفر.
وعلى مر التاريخ، تم تطبيق هذه القاعدة من قبل مختلف أفراد العائلة الملكية. مثلاً، في عام 1992، عندما توفي والد الأميرة ديانا، كانت هذه الأخيرة بعيدة في جبال الألب مع الأمير تشارلز آنذاك، وفي طريق عودتهما، ارتدى الزوجان الملكيان ملابس سوداء بالكامل، ووصلا بها.
لكن الملكة الراحلة كسرت هذه القاعدة عند وفاة والدها جورج السادس عام 1952، إذ إنها كانت في كينيا رفقة الأمير فيليب ولم تكن معها ملابس سوداء، ونتيجة لذلك تم منعها من الظهور والتصوير حتى إحضار الزي المناسب لها.
يمنع الإدلاء بأي رأي سياسي
لا يمنع الملك من التصويت بالانتخابات بموجب القانون، لكن على أرض الواقع يفضل ألا يدلي برأيه في هذا الشأن. ووفقاً لموقع البرلمان البريطاني: “على الرغم من أنه لا يحظره القانون، فإنه يعتبر غير دستوري أن يصوت الملك في الانتخابات”.
وبحسب الموقع الرسمي للعائلة الملكية: “يظل الملك محايداً تماماً في ما يتعلق بالمسائل السياسية”، و”لا يصوت أو يترشح للانتخابات”، وهذا هو السبب في أننا لا نسمع أبداً الملك أو أفراد العائلة الملكية يدلون بآرائهم السياسية في الأماكن العامة.
وعدا ذلك، فإنه لا يسمح لأفراد العائلة الملكية بتولي أي منصب سياسي، للحماية من أي ملك يستخدم نفوذه للتأثير على الرأي السياسي أو القوانين.
الجلوس الملكي
من المهم أن يحافظ أفراد العائلة المالكة على جلوسهم باحترام، إذ من غير المرغوب على الإطلاق أن تتقاطع أرجلهم عند الركبة (قدم فوق قدم)، ويجب الحفاظ على الساقين والركبتين معاً، لهذا السبب لقبت الأميرة ديانا بـ”الأميرة المائلة”.
شرب الشاي والقهوة
لن تشاهدي أحداً من أفراد العائلة الملكية يحتسي الشاي كثيراً في الأماكن العامة، رغم حبهم له، فلشرب الشاي آداب خاصة من أهمها عقد الجزء العلوي من مقبض الكأس مع الإبهام والسبابة، وتناول رشفة فقط من نفس المكان، لتجنب ترك آثار لأحمر الشفاه في أماكن متعددة منه.