لم تكن روما يوما مدينة مثالية لراكبي الدراجات الهوائية، بتلالها السبع وفوضاها المرورية وطرقها الوعرة، لكنّ وسيلة النقل هذه بدأت تشق طريقها ببطء والسبب راجع لتفشي وباء كورونا، الذي هز إيطاليا لمدة سنة.
كل المدن الكبرى في كل أنحاء العالم، شكّل خلو الشوارع من السيارات بفعل القيود التي فُرضت لاحتواء جائحة كوفيد-19 فرصة سانحة للدراجين في العاصمة الإيطالية.
وما سرّع هذا الاتجاه إقامة شبكة جديدة من المسارات المخصصة للدراجات الهوائية، وتوفير السلطات مساعدات لشراء هذا النوع من المركبات.
إلا أن كثراً من سكان العاصمة الإيطالية لا يزالون يرفضون فكرة ركوب دراجة هوائية وسط زئير دراجات "فيسبا" النارية وسيارات "فيات" القديمة.
وتسلك فاليريا بيتشي خلال القسم الأكبر من رحلتها اليومية بين المنزل والمدرسة والعمل مساراً مخصصاً للدراجات الهوائية في منأى عن حركة المرور، ولولاه، لكانت واصلت استخدام السيارة أو الدراجة النارية الصغيرة في تنقلاتها.
المدير الإقليمي لجمعية "ليجامبيينتي" البيئية روبرتو سكاتشي قال "قبل خمس سنوات، بالكاد كنا نرى دراجات هوائية في روما، لم يكن أحد يستخدمها إلا في الحدائق العامة يوم الأحد".
وأضاف أمام مسار جديد للدراجات الهوائية بالقرب من محطة تيرميني المركزية للقطارات "لا أرى أن أي ثورة تحصل ، فنسبة الدراجات الهوائية لا تزال تقتصر على واحدة لكل 100 سيارة".
وأفاد الاتحاد الأوروبي لركوب الدراجات أن 0,6% فحسب من الرومانيون يمارسون ركوب الدراجات بانتظام، فيما تبلغ النسبة في كوبنهاجن 49%.
ويذكر ان رئيسة بلدية روما فيرجينيا راجي أعلنت العام الماضي عن خطة لإقامة 150 كيلومتراً من المسارات الجديدة للدراجات الهوائية، تضاف إلى الـ 250 كيلومتراً القائمة راهناً، وتقرّب العاصمة الإيطالية من تحقيق هدفها البالغ 500 كيلومتر.
لكن جمعية "ليجامبيينتي" تقدّر أن مسافة المسارات التي أقيمت فعلياً حتى الآن لا تتجاوز 15 كيلومتراً، ومعظمها "موقت"، إذ لا يعدو الأمر كونه تحديداً لهذه المسارات بخط من الطلاء، من دون فصل الدراجين بأمان تام عن الطريق المخصصة للسيارات.
وأكد رئيس هيئة النقل البلدية "موبيليتا" ستيفانو برينشي أن المدينة تعتزم تحقيق نقلة "لا رجعة فيها".
وقال :علينا أن نمحو الاعتقاد الخاطئ بأن روما ليست مدينة ملائمة لركوب الدراجات الهوائية ، مشيراً إلى أن ثمة مشروعاً لإقامة طريق دائرية مخصصة للدراجات الهوائية التي يبلغ طولها 45 كيلومتراً حول العاصمة.
وسيربط موقع الكولوسيوم الأثري والفاتيكان ومنطقة تراستيفيري السياحية بمناطق أخرى أقل شهرة في روما، ومنها تور بينياتارا والمتنزهات الكبيرة في الشمال، كمحمية أنييني الطبيعية.
ومن المحتمل تدشين هذا المسار في نهاية عام 2022، وتوقع روبرتو سكاتشي أن يكون "أجمل مسار للدراجات الهوائية في العالم".