أعلن الرئيس التنفيذي لشركة ديزني، بوب آيغر أن الشركة تعدّ أجزاء جديدة من بعض أشهر أفلامها، "قصة لعبة" (توي ستوري)، و"ملكة الثلج" (فروزن)، وزوتوبيا.
وتزامن الإعلان مع تأكيد الشركة انخفاض أعداد المشتركين في خدمة بث "ديزني بلس"، للمرة الأولى منذ إطلاقها عام 2019، إلى جانب تأكيد آيغر نية عملاقة الترفيه اقتطاع 7 آلاف وظيفة.
وفي حديثه مع المستثمرين، تحدث آيغر عن خططه لتحقيق مكاسب مادية من خلال الاستثمار في بعض أنجح الأعمال التي أنتجتها الشركة.
وقال: "يسعدني جداً أن أعلن أن هناك أعمالاً قيد الإعداد في استوديوهاتنا، ولاستكمال بعض أعمالنا الناجحة مثل: "توي ستوري وفروزن وزوتوبيا".
وأضاف "سيكون لدينا المزيد من المعلومات حول هذا الإنتاج قريباً، ولكنه يعدّ مثالاً رائعاً عن كيفية تحيزنا لأعمالنا المميزة".
الإنتاجات الجديدة ستشمل الجزء الثالث من "فروزن"، والثاني من فيلم "زوتوبيا". وكانت ديزني قد أنتجت حتى الآن أربعة أجزاء من "توي ستوري" إلى جانب فيلم "لايت يير" من السلسلة نفسها، العام الماضي.
وتبلغ التخفيضات المعلنة في الوظائف حوالي 3.6 بالمئة من القوى العاملة في ديزني، وهي جزء من خطة لتوفير 5.5 مليارات دولار، وجعل خدمة بث "ديزني بلس" مربحة. وقال آيغر إنه "لم يتخذ هذا القرار باستخفاف".
وقال آيغر إن التغييرات "ستضعنا في وضع أفضل لمواجهة الاضطرابات المستقبلية والتحديات الاقتصادية العالمية".
وأعلنت ديزني عن زيادة بنسبة 8 بالمئة في المبيعات وصلت إلى 23.5 مليار دولار بين أكتوبر وديسمبر من العام الماضي. كما ارتفعت الأرباح بنسبة 11 بالمئة إلى 1.3 مليار دولار.
ومع ذلك، أعلنت "ديزني بلس" عن خسارة قدرها 1.5 مليار دولار وانخفض عدد مشتركيها بنحو 2.4 مليون إلى 161.8 مليون.
وستشهد الخطة إعادة هيكلة الشركة إلى ثلاث قطاعات، وهي قطاع الترفيه الذي سيشمل الأفلام والتلفزيون والبث المباشر، وخدمة الرياضة إي أس بي أن، إلى جانب قطاع ديزني باركس والتجارب والمنتجات.
وقال آيغر للمحللين في لقاء عبر الهاتف: "ستؤدي إعادة التنظيم إلى نهج أكثر فعالية من حيث التكلفة والتنسيق لعملياتنا".
وأضاف أن خدمة البث الخاصة بالشركة لا تزال على رأس أولوياتها.
وارتفع سعر سهم ديزني بأكثر من 5 بالمئة في التداول في أعقاب الإعلان.
وقال فريدي كولكوهون، مدير الاستثمار في جيه إم فين، لبي بي سي: "لقد واجهت ديزني قدراً كبيراً من المشاكل خلال العام الماضي، مع محاولة جعل أعمال البث مربحة".
لكنه قال إن النتائج "كانت في الواقع مطمئنة حقاً" وتجاوزت التوقعات.
وتحاول ديزني من خلال التغييرات، الردّ على الانتقادات التي أثارها في الأشهر الأخيرة المستثمر الملياردير الناشط نيلسون بيلتز الذي انتقد الشركة لـ"إفراطها في الإنفاق على أعمال البث الخاصة بها".
ورداً على الإعلان، قالت مجموعة تريان التي يملكها بيلتز: "نحن سعداء لأن ديزني تستمع لنا".
وحقق آيغر عودة مفاجئة كرئيس تنفيذي لشركة ديزني، بعد أقل من عام على تقاعده من الشركة.
وأعيد آيغر إلى منصبه لتوجيه الشركة خلال الأوقات المضطربة بعد انخفاض سعر سهمها، واستمرار "ديزني بلس" بالخسارة.
ترأس آيغر ديزني سابقاً لمدة 15 عاماً، ويحل مكان بوب تشابيك الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي في فبراير 2020.
وأطيح بتشابيك من منصبه بعدما سجلت أعمال البث المباشر في ديزني خسارة فصلية قدرها 1.5 مليار دولار.
وبعد أقل من 24 ساعة من عودته إلى ديزني، قال آيغر إنه يخطط لإجراء تغيير كبير في الشركة.
وقال في ذلك الوقت إنه كلف مجموعة من المديرين التنفيذيين بتصميم "هيكل جديد يعيد المزيد من عملية صنع القرار إلى أيدي فرقنا الإبداعية ويخفف التكاليف".
تحليل من ليزو مزيمبا، مراسل الشؤون الترفيهية
لم تحقق ديزني النجاح الذي كانت تتمناه في إنتاج أعمال رسوم متحركة جديدة على مدار السنوات القليلة الماضية.
لم يحقق أول إصدار كبير لها بعد وباء كورونا عالم غريب (سترينج وورلد) نجاحاً في شباك التذاكر. وعلى الرغم من أن الفيلم حقق نتائج أفضل بكثير على خدمة "ديزني بلس".
ومن المرجح أن يكون من شاهدو الفيلم من المشتركين أساساً في الخدمة، بمعنى أنه لم يشجع مشاهدين جدد على الاشتراك فيها.
لذلك ليس من المستغرب أن نرى الإعلان عن أجزاء جديدة من إنتاجات ديزني. كانت إحدى الاستراتيجيات الرئيسية لبوب آيغر خلال إدارة ديزني، استغلال الأعمال الناجحة.
وحققت الجزآن الأخيران من "توي ستوي" و"فروزن" أكثر من مليار دولار في شباك التذاكر العالمي، وكذلك الأمر بالنسبة لزوتوبيا. لذلك ربما كان من المحتم أن تعود ديزني إلى هذه الأعمال في مرحلة ما.
الإعلان دفعة واحدة عن أجزاء جديدة من كلّ هذه الأعمال (على الرغم من أن تاريخ إصدارها لم يحدد بعد) هو إشارة واضحة للمساهمين والجماهير أن ديزني ستستمر بالاستثمار في المجالات التي حققت لها أرباحاً في السابق، بالرغم من خفض الوظائف ومحاولة الشركة توفير بعض النفقات.
كما تطمح الشركة إلى تحقيق أرقام جيدة في شباك التذاكر، ما قد يحفز على رفع أعداد المشتركين في خدمة "ديزني بلس".