فتح يوتيوبر مغربي شهير باب جهنم منصات التواصل الاجتماعي على مصراعيها في وجهه، بعد أن بث "لايف" السبت، ظهر فيه وهو يتلو سورة "الفلق"، وقام بتحريف كلماتها بشكل مسيء جدا.

معظم الصفحات احتفت بالخطأ الذي وصف بـ"الجسيم"، و"أكرمته" من خلال تدوينات منتقدة ومهاجمة بلغت حد المسّ بشخصه.

القصة تعود إلى "لايف" السبت، الذي حاول فيه اليوتيوبر المغربي "إلياس المالكي" قراءة سورة الفلق، بطريقة سيئة ومسيئة، واستبدل كلمات أصلية بأخرى لا تجوز ولا محل لها من الإعراب في أشهر سورة يحفظها الصغير قبل الكبير.

الاعتذار الذي قدمه المعني بواقعة التحريف، اعترف فيه أنه لا يحفظ سورة الفلق، وفي بث آخر أكد أنه لم يقصد تحريف القرآن الكريم، وأنه مسلم، موجها اعتذاره للمغاربة.

مسألة حفظ سورة من أشهر ما يتلى لدى عامة المغاربة، كانت موضوع تدوينة نشرتها صفحة تعود لسميرة الداودي، أشارت فيها إلى مسألة “غياب التأطير وقلة القراية” يعني الدراسة.

وبالنسبة لصاحبة التدوينة، فإن إلياس المالكي، “على المستوى الشخصي عزيز عليا ولكن كيبقى بحاله بحال عدد من اليوتوبرز فاش كيوصل لواحد الدرجة ديال الشهرة كيحساب راسه أي حاجة دارها راها ماشي مشكل”، بمعنى أنه عزيز عليها، لكنه مثل باقي اليوتيوبر كلما وصلوا إلى الشهرة الكبيرة يظنون أن أي حاجة فعلوها ليست بمشكل.

وأكدت، أن “غياب التأطير وقلة الدراسة تجعل أمثالهم يضحكون على الدين والقرآن وأي حاجة حتى لو كانت مقدسة عندنا”، وتابعت موضحة، أن المعني بالأمر، “من زمان وهو يتكلم على الله كما لو كان يتكلم عن صديقه أستغفر الله”.

وأضافت في موقع آخر من تدوينتها، أن الشهرة كيفما كان نوعها صعبة، والإنسان إذا لم يكن لديه أشخاص يستشيرهم ويريدون له الخير بصدق، وإذا لم يكن هو واع لما ينشر ويقول، سيدفع الثمن غاليا جدا”.

صفحة أخرى لم تجد الأعذار لصاحب الواقعة، وهي صفحة “أخبار الفنانين العرب” في فيسبوك، التي نشرت تدوينة مقتضبة قالت فيها: “قمة الوقاحة وتبرهيش (الصبيانية) للملقب ب (إلياس المالكي) يستهزئ بالقرآن الكريم”، وأضافت أنها “فضيحة من العيار الثقيل”.

أما عن اعتذار اليوتيوبر، فقد كانت له صفحة تسمى “منوعات” دائما على فيسبوك، بالمرصاد، حينما استشهدت بالآية القرآنية الكريمة التالية: “وَلَئِن سَأَلْتُهُم لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّه وأَيَاتِه وَرَسُولِه کُنْتُم تَسْتَهْزِئُون لاَ تَعتَذِروا قَد كَفرْتُم بَعْد إِيمَانكُم”.

الواقعة لم تستفز عموم رواد مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل دخل فنانون كبار مغاربة على الخط، ونذكر هنا لطيفة رأفت التي نشرت “ستوري” على حسابها في “إنستغرام”، قالت: “مجرد أن أرى وأسمع ذلك الفيديو أستحيي من الله”، وأضافت الفنانة الشهيرة بعد أن حوقلت واستغفرت الله، أنها لم تدخل أبدا في تفاهة السوشال ميديا، لكن هذا الموضوع الذي يمس عقيدتنا لا يجب السكوت عنه”.

ووجهت في ختام تدوينتها دعوة للمسؤولين على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الضرب بيد من حديد على عدة مواضيع نراها، وختمت بقولها: "بلغ السيل الزبى… عفوك يا الله".

واقعة تحريف القرآن الكريم وعودة صاحب “اللايف” باعتذار للمغاربة، وإقراره بعدم حفظه لواحدة من قصار السور، يعيد مسألة المؤثرين إلى الواجهة، ويطرح السؤال الدائم "هل هم فعلا أهل لأن يحملوا صفة مؤثر؟".

يشار إلى أن كل فيديوهات و”لايفات” صاحب واقعة تحريف القرآن، تعج بالمقاطع المخلة ويتفوه بكلام يصنفه المغاربة في الخانة نفسها، ورغم ذلك لديه متابعون كثر وهم الذين انسحبوا من صفحته بعد الخطأ الذي اقترفه في حق القرآن الكريم.