يبدو أن العائلة الإمبراطورية اليابانية تخطط لأن يكون لها تواجد أكثر قوة وفعالية في عالم مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعلنت وكالة العائلة الإمبراطورية اليابانية عن إطلاقها لمكتب جديد للعلاقات العامة، والذي سيعمل على إنشاء نظام جديد لنقل المعلومات المتعلقة بالعائلة الإمبراطورية اليابانية لأفراد الجمهور في اليابان.
افتتاح مكتب جديد للإعلام والعلاقات العامة للعائلة الإمبراطورية اليابانية
وفقا للتقارير المنشورة فإن المكتب الجديد للإعلام والعلاقات العامة للعائلة الإمبراطورية اليابانية، قد تم افتتاحه رسميا، في يوم السبت الموافق ليوم 1 إبريل 2023، ويرأس المكتب الجديد ماركو فوكيوارا Marko Fukiwara وهي موظفة سابقة في وكالة الشرطة الوطنية اليابانية وتبلغ من العمر 44 عام، ومن المقرر أن يعمل تحت قيادتها في المكتب الجديد، ما لا يزيد عن عشرة أشخاص، تسعة منهم تم تعيينهم بالفعل، وأحدهم تم الاستعانة به من القطاع الخاص وليس الحكومي في اليابان.
التقارير كشفت أيضا أن أولى أولويات مكتب الإعلام والعلاقات العامة الجديد للعائلة الإمبراطورية اليابانية هو تجديد الموقع الرسمي للعائلة الإمبراطورية اليابانية على شبكة الإنترنت والذي كان حتى الآن الوسيلة الوحيدة للتواصل التي تربط بين وكالة العائلة الإمبراطورية مباشرة بأفراد الجمهور، ويوصف الموقع بأنه عتيق الطراز بالمقارنة بالمواقع الرسمية الأخرى للعائلات الملكية، من المقرر أيضا أن يقوم فريق العمل الخاص بمكتب الإعلام والعلاقات العامة الجديد بفتح مجموعة من الصفحات الرسمية للعائلة الإمبراطورية اليابانية على مواقع التواصل، وإن كان عدد من المسؤولين داخل وكالة العائلة الإمبراطورية اليابانية، ليسوا واثقين تماما من مدى نجاح هذه الخطوة ويتخوفون من عدم تقبل أفراد الجمهور لها.
ياسوهيكو نيشيمورا Yasuhiko Nishimura، وهو رئيس وكالة العائلة الإمبراطورية، تحدث في تصريح له لوسائل الإعلام عن أهمية مكتب الإعلام والعلاقات العامة الجديد للعائلة الإمبراطورية اليابانية، والدور الذي سيقوم به لتوفير المعلومات والأخبار عن العائلة الإمبراطورية اليابانية وأنشطتهم الرسمية في الوقت المناسب وتحدث عن ذلك وقال: "نود أن نضمن إعطاء صورة كاملة في الوقت المناسب أكثر مما كانت عليه في الماضي، بخصوص أنشطة وعمل أعضاء العائلة الإمبراطورية".
واحدة من الأنظمة الملكية الحاكمة القليلة التي لا تمتلك صفحات رسمية على مواقع التواصل
حتى الآن، لا تزال العائلة الإمبراطورية اليابانية واحدة من الأنظمة الملكية القليلة جدا حول العالم التي لا تمتلك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فتحت الممالك والحكومات في معظم بلدان العالم حسابات رسمية تمثلها على مواقع التواصل منذ حوالي عقد من الزمان.
أهم الأسباب وراء إنشاء مكتب جديد للإعلام والعلاقات العامة للعائلة الإمبراطورية اليابانية
قبل ذلك، كانت مهمة نشر المعلومات والأخبار المتعلقة بالعائلة الإمبراكورية اليابانية، تقع بالكامل على عاتق وكالة العائلة الإمبراطورية والتي اعتادت على نشرت المعلومات والأخبار المتعلقة بالعائلة الإمبراطورية الياباية في بيانات رسمية لمجموعة مختارة ومنتقاة بعناية من المؤسسات الإعلامية، ومع ذلك، فقد أعيد النظر في آلية عمل وكالة العائلة الإمبراطورية، فيما يتعلق بنشر أخبار العائلة الإمبراطورية، بعد أن اجتاحات الشائعات والتعليقات السلبية على خطبة وزواج الأميرة السابقة ماكو Princess Mako بزميل دراستها الجامعية، كيه كومورو Kai Komuro، صفحات مواقع التواصل في اليابان، وتم الكشف في وقت لاحق عن تسبب ذلك في تعطل زواج الأميرة السابقة ماكو لما يزيد عن عامين، وتسببه أيضا في معاناتها من أزمة نفسية، وتلقيها لعلاج نفسي، وكذلك تنازلها عن حقها في الحصول على منحة زواج مالية مقدمة من الحكومة اليابانية، لأميرات العائلة الإمبراطورية اليابانية، بعد زواجهن ومغادرتهن العائلة الإمبراطورية اليابانية.
يعتقد خطوة إنشاء مكتب الإعلام والعلاقات العامة الجديد قد جاءت بهدف تحقيق دورة معلومات أكثر وضوحا وشفافية بين العائلة الإمبراطورية اليابانية وأفراد الجمهور، وضمان في الوقت ذاته، وصول المعلومات الخاصة بالعائلة الإمبراطورية، لأفراد الجمهور، في الوقت المناسب لمنع البلبلة وانتشار الشائعات ووضع حد للتقارير الإعلامية السلبية عن العائلة الإمبراطورية اليابانية، ومن المرجح أيضا أن يكون الهدف وراء إنشاء مكتب الإعلام والعلاقات العامة الجديد، تسليط الضوء وتفسير العمل الذي تقوم به العائلة الإمبراطورية ومدى أهميته، للمواطنين اليابانيين العاديين.
وكالة العائلة الإمبراطورية Imperial Household Agency
وكالة العائلة الإمبراطورية أو كوناي-تشو Kunai-chō، كما يطلق عليها باللغة اليابانية (وتعرف اختصارا باسم IHA)، هي وكالة تابعة للحكومة اليابانية وهي مسؤولة عن الإعلان عن أخبار العائلة الإمبراطورية وخاصة تلك المتعلقة أو ذات الصلة المباشرة بشؤون الدولة اليابانية، كما تتولى وكالة العائلة الإمبراطورية أيضا مهمة حفظ ختم الإمبراطور الحاكم، وختم الدولة اليابانية، وهي المهمة التي تولتها وكالة العائلة الإمبراطورية منذ حوالي القرن الثامن الميلادي، وحتى الحرب العالمية الثانية، إلا أنها كانت تعرف خلال تلك الفترة باسم وزارة العائلة الإمبراطورية أو كوناي-شو Kunai-shō.
أهم الواجبات والمسئوليات اليومية الأساسية لوكالة العائلة الإمبراطورية
تشمل واجبات ومسؤوليات وكالة العائلة الإمبراطورية، تنظيم والإعلان عن الأنشطة اليومية الرسمية للعائلة الإمبراطورية اليابانية، بما في ذلك الزيارات الرسمية الدولية والفعاليات والاحتفالات الرسمية المنظمة والحفاظ على الثقافة التقليدية ومتابعة وتنظيم الوظائف الإدارية في القصر الإمبراطوري، الوكالة مسؤولة أيضا عن إدارة والإشراف على مختلف القصور والمنازل الإمبراطورية في جميع أنحاء اليابان، وتنظم أيضا جولات إرشادية لزوار قصر طوكيو الإمبراطوري، وقصر كيوتو الإمبراطوري Kyoto Imperial Palace، وقصر كاتسورا Katsura Detached Palace وغيرها من المنازل الملكية التي تقع تحت إشراف وكالة العائلة الإمبراطورية. من بين المهام الاخرى لوكالة العائلة الإمبراطورية هي تولي إعداد وتنظيم ترتيبات الصحة والأمن والسفر الخاصة بالعائلة الإمبراطورية اليابانية.
وكالة حكومية فريدة من نوعها
وكالة العائلة الإمبراطورية هي أيضا وكالة حكومية فريدة من نوعها بين الوكالات والوزارات الحكومية اليابانية التقليدية، فعلى العكس من الوكالات والوزرات الحكومية اليابانية، فإن وكالة العائلة الإمبراطورية، لا تتبع سلطة رئيس الوزراء الياباني مباشرة أو مجلس الوزراء، ولا تتأثر بالتشريعات القانونية التي يقرها البرلمان، مما يجعلها أقرب إلى مؤسسة إدارية مستقلة. المدير العام الحالي لوكالة العائلة الإمبراطورية ويقع المقر الرئيسي للوكالة داخل أراضي القصر الإمبراطوري في العاصمة اليابانية طوكيو.