بعد إعلان الأمير هاري Prince Harry وزوجته ميغان ماركل Meghan Markle المفاجئ والصادم للمجتمع البريطاني، عن قرارهما الانسحاب من الحياة الملكية، ظهرت الكثير من المطالبات في بريطانيا، من جانب كثيرين، من بينهم مشاهير وشخصيات عامة في بريطانيا، بتجريد الأمير هاري وزوجته من كافة امتيازاتهما الملكية، وألقابهما الملكية النبيلة، بما في ذلك لقب دوق ساسيكس.

وعادت هذه المطالبات بالظهور بقوة بعد انتقاد الأمير هاري وزوجته للعائلة المالكة البريطانية والقصر الملكي البريطاني أمام وسائل الإعلام، بل ونوقش ذلك المقترح بجدية داخل القصر الملكي البريطاني، وعرض على الملك تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا، بعد عرض مقابلة هاري وميغان التلفزيونية المثيرة للجدل مع المذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري والتي اتهم فيها الزوجان العائلة المالكة البريطانية ضمنيا بالعنصرية، والملك تشارلز بإيقاف دعمه المادي لهما، والقصر بالتخلي عنهما وتجاهل تقديم المساعدة لميغان أثناء معاناتها من أزمة نفسية حادية وميول انتحارية خلال فترة حملها بطفلها الأول، الأمير أرشي Prince Archie of Sussex.

القصر يناقش مقترح تجريد الأمير هاري من لقب دوق ساسيكس بعد مقابلته الشهيرة مع أوبرا وينفري

تحدث عن ذلك الكتاب الجديد Our King: Charles III — The Man And The Monarch Revealed (ملكنا تشارلز: الرجل والملك) للكاتب الصحفي ومقدم البرامج البريطاني روبرت جوبسون Robert Jobson، ووفقا للكتاب، فإن نقاش جدي بين كبار المسئولين في القصر، قد دار حول مقترح تجريد الأمير هاري من لقب دوق ساسيكس، بعد مقابلة الأمير هاري وزوجته مع أوبرا وينفري، وتحدث الكتاب عن أن المقترح قد عرض بالفعل على الملك تشارلز، إلا أن الأخير رفض الفكرة لأنها تعني نفي ابنه الأصغر هاري، بلا رجعة من العائلة المالكة، وهو آخر ما يرغب فيه الملك تشارلز.

أسير ميغان؟

الكتاب زعم أيضا أن مجموعة من كبار المساعدين الملكيين، اعتادوا على السخرية مما وصفوه بتعلق الأمير هاري الزائد بزوجته ميغان، حتى أنهم اعتادوا على وصفه بأسير ميغان، وبأنه ضحية "متلازمة ستوكهولم" Stockholm syndrome (ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مَن أساء إليه بشكل من الأشكال)، وتحدث الكتاب عن أن الغالبية العظمى داخل القصر الملكي يلومون ميغان على الخلاف بين هاري والعائلة المالكة البريطانية، ووصفوها بأنها "القوة المحركة وراء كل ما حدث من هاري"، وبعضهم وصف هاري أيضا بأنه "أدار ظهره لعائلته وكل ما يعرفه".

الأيام الأخيرة من حياة الملكة

الكتاب تحدث كشف أيضا تفاصيل خفية وغير معلنة عن مواقف وأحداث شهدتها الأيام الأخيرة من حياة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ووفقا للكتاب فإن الملك تشارلز كان على علم كامل بأن والدته الملكة لم يبقى لديها سوى أيام قليلة، قبل مغادرتها لعالمنا، وتحدث الكتاب أيضا عن أن الملك تشارلز قد وجد الكثير من العزاء في تلك الفترة العصيبة بممارسة هوايته المفضلة، البستنة، وذكر الكتاب أيضا أن الأميرة آن Princess Anne ظلت بجوار والدتها الملكة إليزابيث الثانية، حتى اللحظة الأخيرة من حياتها.

الملك تشارلز رفض دعوات داخل القصر لتجريد الأمير هاري من لقب دوق ساسيكس

أما عن الليلة التي سبقت وفاة الملكة، فكان الملك تشارلز وقتها في زيارة عمل لمنزل Dumfries House في إيست أيرشاير في إسكتلندا، والذي يتبع مؤسسة الملك تشارلز الخيرية، The Prince's Foundation، ووفقا للكتاب فإن الملك تشارلز تلقى اتصال في تلك الأثناء من قلعة بالمورال، يخبره بتدهور صحة الملكة وأن عليه العودة إلى بالمورال في أسرع وقت ممكن، وفي صباح اليوم التالي، 8 سبتمبر 2022، توجه الملك تشارلز إلى بالمورال وهناك انضم إلى شقيقته الأميرة آن والتي لم تفارق جانب والدتهما منذ ذلك الحين، ومع استمرار التدهور السريع للحالة الصحية للملكة، تم إبلاغ بقية أفراد العائلة المالكة البريطانية بالأنباء، ليسرعوا بالسفر إلى اسكتلندا، ليكونوا بجوار الملكة في لحظاتها الأخيرة، إلا أن الملكة توفيت في تمام الساعة 3:10 عصرا، قبل وصولهم، ولم يكن بجوارها سوى الملك تشارلز والأميرة آن، والملكة كاميلا Queen Camilla، وطبيب الملكة الخاص منذ أكثر من ثلاثين عام، د. جيمس جلاس James Glass.

الأيام الأخيرة من حياة الملكة

أفراد عائلة الملكة الآخرين، وتحديدا الأمير وليام William, Prince of Wales، والأمير أندرو دوق يورك Prince Andrew، والأمير إدوارد دوق إدنبره Prince Edward, Duke of Edinburgh وزوجته صوفي دوقة إدنبره Sophie, Duchess of Edinburgh (والتي كانت مقربة للغاية من الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، واعتادت على مخاطبتها بلقب أمي)، وصلوا إلى بالمورال في تمام الساعة ٥ عصرا، بعد ساعتين من وفاة الملكة.

Image description