توفي الفنان اللبناني محمد جنمال الذي يعتبر من فن الزمن الجميل الحياة بمستشفى في لوس أنجلوس عن عمر ناهز الثامنة والثمانين.
أقام الراحل بأميركا حوالي 42 عاماً (ما يقارب نصف عمره)، ، وفيها افتتح مطعماً بالمشاركة مع منتج الأفلام السوري نادر الأتاسي، وغنى فيه كل ليلة، ثم استقل بمطعم آخر، إلى أن اعتزل الغناء قبل سنوات. قطع الإقامة الأميركية مرتين راجعاً إلى لبنان، وبلغ مجمل إقامته في المرتين 3 سنوات.
عندما هاجر محمد جمال إلى الولايات المتحدة كان في أوج شهرته ومجده. كانت أغانيه تنتشر بسرعة فور صدورها. في السبعينيات غنى "آه يا أم حمادة" على لحن أجنبي، و"بدي شوفك كل يوم" بلحنه هو. ومعظم أغانيه من ألحانه، كما قدّم ألحاناً غنتها صباح ونجاح سلام ومروان حسام الدين. وغنّى هو من ألحان إلياس الرحباني ومحمد سلمان. اشتهر بالألحان الشبابية التي ذاعت، ممهداً الطريق أمام عصام رجي وملحم بركات ثم وليد توفيق.
تزوج المغنية طروب عام 1957، وشكّلا ثنائياً ناجحاً. دامت الزيجة حتى عام 1964، وقد أقاما في مصر بين 1959 و1964، وصفّق لهما الجمهور المصري وهما ينشدان الأغاني الشبابية مثل "من فضلك يا ست البيت"، وأغاني باللهجة المصرية مثل "سامعة قلبي"، وباللهجة اللبنانية مثل "أنا مسكين أنا درويش".
محمد جمال ولد سنة 1934 في طرابلس (شمال لبنان) في بيئة حاضنة للموسيقى. كان والده يملك متجراً لبيع الآلات الموسيقية وإصلاحها، وكان يعزف على بعض الآلات. وكان الطفل جمال الدين تفاحة يملك صوتاً جميلاً ويحفظ الألحان الشهيرة ويغنيها باتقان، ومنها ألحان أجنبية تعلمها من جدته اليونانية. صحبه والده إلى العراق سنة 1949، فأقام سنة تعلم خلالها العزف على العود والمقامات الشرقية.