كُشف النقاب عن الدفعة الخامسة والأخيرة من وثائق المحكمة المتعلقة بقضية الانتهاكات الجنسية للراحل جيفري إبستين. ومن بين 1400 صفحة من السجلات شهادات إبستين وصديقته السابقة غيزيل ماكسويل. وتُظهر الوثائق الأخيرة أن إبستين رفض مئات المرات الإجابة على أسئلة المحامين، بما في ذلك الابتزاز المزعوم لرجال مشهورين. وتم الإفراج عن الوثائق كجزء من دعوى قضائية رفعتها ضحية الإتجار بالجنس فيرجينيا جوفريه.
الوثائق أكثر من 1400 صفحة وفنانون كثيرون
نقلت "العربية" عن شبكة "بي بي سي" البريطانية أن الدفعة الجديدة من الوثائق تتضمن أكثر من 1400 صفحة، وتأتي بعد 4 دفعات جرى الكشف عنها خلال الأسبوع الماضي، وورد فيها من الفنانين اسم نجم البوب الراحل مايكل جاكسون الذي التقى بإبستين في منزله في بالم بيتش، واسم الساحر المعروف ديفيد كوبرفيلد، وأيضاً أسماء كيفن سبيسي وليوناردو دي كابريو وكيت بلانشيت وبروس ويليس وكاميرون دياز ونعومي كامبل، لكن لم يوجّه إلى أحد منهم أي تُهم بارتكاب مخالفات.
ونُشرت الوثائق بأمر من قاضية المحكمة الفيدرالية في مانهاتن، لوريتا بريسكا، في إطار دعوى تشهير أقامتها الأميركية فرجينيا جوفري على إبستين وعشيقته وشريكته السابقة غيلاين ماكسويل التي حُكِم عليها عام 2022 بالسجن 20 عاماً.
وتتهم جوفري، البالغة من العمر 40 عاماً، الأمير البريطاني أندرو بالاعتداء جنسياً عليها ثلاث مرات سنة 2001 حين كانت في سنّ السابعة عشرة، في لندن ونيويورك وجزر فيرجن البريطانية. وأكدت أنها التقته من طريق إبستين.
تقرير مفصّل
وقد أظهرت الدفعة الجديدة من الوثائق أنه أثناء استجواب إبستين، سأله محامي السيدة جوفري مراراً عما إذا كان قد طلب منها تقديم «تقرير مفصل» عن لقاءاتها الجنسية المزعومة مع رجال بارزين، مثل الأمير أندرو، بغرض ابتزازهم.
ورفض إبستين الإجابة عن هذه الأسئلة، وردّ فقط بتكرار كلمة «الخامس»؛ في إشارة إلى الحماية التي يوفرها التعديل الخامس للدستور الأميركي ضد تجريم الذات.
وأشارت الوثائق أيضاً إلى أن الملياردير الراحل رفض حتى أن يردّ على الأسئلة المتعلقة بمعرفته بماكسويل وعلاقته بها.
وكان إبستين وماكسويل مرتبطَين عاطفياً في مطلع تسعينات القرن العشرين، قبل أن ينشأ بينهما تعاون مهني وتواطؤ في جرائمهما الجنسية طوال نحو 30 عاماً.
نفوذ واسع
واتُّهم إبستين، الذي كان رجل أعمال في القطاع المالي وصاحب نفوذ واسع تمتدّ شبكة علاقاته الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة وخارجها، بالاعتداء جنسياً على قاصرات واغتصابهن، وانتحر في سجنه، بنيويورك، في 10 (أغسطس) 2019، مما أدى إلى سقوط دعوى الحق العام عليه.
والنفوذ الواسع الذي كانت تحظى به شبكة إبستين، كان مصدر نظريات مؤامرة أشارت إلى تعرّضه للقتل في السجن تحت غطاء الانتحار.
لكن الطبيبة الشرعية في نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» خلُصا إلى أنه انتحر، وأن وفاته «لم تكن ناجمة عن عمل إجرامي». وفي (يونيو) الماضي، أكدت وزارة العدل «نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن عدم وجود عناصر إجرامية في قضية وفاة إبستين».
تسجيل أشرطة جنسية
وزعمت وثائق جرى الكشف عنها، أن «الملياردير الأميركي الراحل سجّل سرّاً أشرطة جنسية مع قاصرات للأمير أندرو، ورجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون».
ولطالما نفى الأمير أندرو، الذي بات منبوذاً بعد هذه القضية، الاتهامات الموجّهة إليه، وقد توصّل إلى اتفاق بالتراضي مع جوفري، في 15 (فبراير) 2022، قضى بأن يدفع لها 13 مليون دولار، ما جنّبه محاكمة أمام القضاء المدني في نيويورك كانت ستشكّل إحراجاً كبيراً للعائلة الملكية البريطانية.