تداولت وكالات أنباء دولية على نطاق واسع خبر "فرار" ملك إسواتيني، مسواتي الثالث من بلاده، بعد أن تحولت احتجاجات مؤيدة للديمقراطية إلى أعمال عنف.
ومنذ عام 1986، تخضع هذه الدولة الأفريقية الحبيسة التي تحيط بها جنوب أفريقيا وموزمبيق، لحكم الملك مسواتي الثالث، حيث يسيطر الملك على كل مقاليد الحكم في البلاد التي يقطنها 1.3 مليون نسمة.
وفيما نفت الحكومة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن فرار الملك إلى دولة جنوب أفريقيا المجاورة، أكدت وسائل إعلام جنوب أفريقية الخبر مؤكدة تصاعد الغضب من مسواتي وتحول الاحتجاجات إلى العنف.
وتُرجع وسائل الإعلام الإقليمية تصاعد الغضب الشعبي من مسواتي الثالث إلى امتعاض الكثير من المواطنين الذين يتألفون في غالبيتهم من مزارعين يعيشون على الكفاف، من أسلوب حياة الملك الباذخ الذي يوصف بآخر حاكم مطلق كامل السيطرة في أفريقيا.
ويقول نشطاء إن الملك يراوغ باستمرار دعوات مطالبة بإصلاحات تدفع البلاد باتجاه الديمقراطية.
وبرزت سيطرة مسواتي الثالث المطلقة في البلاد في أبريل عام 2018 عندما اعتلى منصة ضخمة أمام حشد جماهيري كبير مُعلناً تغيير اسم دولته بعد 50 عاماً من استقلالها عن بريطانيا في قرار مفاجئ.
فمنذ ذلك التاريخ عُرفت المملكة، التي تصدر السكر والقطن، في الوثائق الرسمية باسم مملكة «إي سواتيني» الاسم الذي يعني «أرض السوازيين»، وذلك بعد أن عبر الملك عن استيائه من خلط الكثيرين بين اسم بلاده الأول ودولة سويسرا.
وأشارت صحف عالمية حينها إلى أن هذا الخلط سبق أن وصل بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI)، إلى اعتبار مواطني سوازيلاند سويسريين.
وإضافة إلى سيطرته السياسية المطلقة على كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في بلده، يعد مسواتي الثالث أحد أكثر زعماء العالم زيجات، حيث يصل عدد زوجاته المعلن إلى 15 امرأة، وهو عدد يعد أقل بكثير من والده سوبهوزا الثاني الذي وصل عدد نسائه إلى 125 زوجة، وفقاً لموقع «BBC».