لا يعلم كثير من الناس أن المرض النفسي قد يؤدي إلى أمراض عضوية منها اعتلال القلب والمعدة والقولون، وأمراض السكري وحتى آلام العظام، وتداول رواد التواصل الاجتماعي في الدول العربية مؤخراً ما يعرف بـ"متلازمة البط" النفسية التي تناولتها وسائل إعلام مع خبراء ومحللين نفسيين.

أخطار هذا النوع من السلوكيات كثيرة ومدمرة، ويجب على الإنسان مواجهة مشاكله والتعامل معها وعدم إخفاء مشاعره، فالناس جميعاً يعيشون صراعات داخلية، سواء من أجل الحب أو «لقمة العيش» أو متطلبات الحياة.

والتسمية المتداولة لهذه المتلازمة مجرد تسمية لا علاقة لها بطائر البط، ولكن فقط تسلط الضوء على المشاعر المكبوتة والتي لا يعبر عنها أصحابها في العادة.

وأعراض هذه المتلازمة متعددة، ومنها: ارتفاع ضربات القلب، وآلام المعدة والقولون، ورعشة الأصابع، والصداع وزغللة العينين، وجفاف الحلق، وألم الرقبة وأسفل الظهر.

ويحذر علماء النفس من خطورة استمرار كتمان المشاعر السلبية، لأنها تؤثر على الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان، حيث إن 60% ممن يحتاجون إلى العناية المركزة بسبب مشاكل القلب للقلب، يعانون من حالات نفسية سيئة، و40% ممن يرتادون عيادات أمراض القلب تكون لديهم نفس المشكلة.

ومع أن مصطلح "متلازمة البط" ليس علمياً، لكن هذا الأمر لا ينفي وجود هذه الظاهرة من المشاكل النفسية، حين يخفي الإنسان حقيقة مشاعره عن الآخرين.

وبالرغم من خوف البعض من إظهار مشاعرهم، فإن هذا الأمر يعود بنتائج عكسية على الشخص، وكثير منا يبتسم في وجه الناس في الشوارع أو في العمل أو على المقهى، بينما تتصارع داخله الأفكار والمشكلات.

ويحذر علماء النفس من الاستمرار في إخفاء المشاعر، لأنه يمثل إرهاقاً جديداً على الجهاز العصبي، وعقل الإنسان أشبه بمحرك السيارة، إذا ارتفعت درجة حرارته فإنها بحاجة إلى التبريد ثم مواصلة الحركة.

وينصح الأطباء النفسيون الذين يعانون أعراض هذه المتلازمة أن يحصلوا على قسط من الراحة وتغيير الأماكن، لكن يجب أن تكون الراحة قبل الحاجة الفعلية لها، ليستطيع المخ الحصول على استراحة قصيرة يواصل بعدها مواجهة مشاكله.