انطلقت منذ قليل فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي بعد توقفه العام الماضي بسبب جائحة كورونا، والوضع العام الذي شهدته فرنسا بسبب ارتفاع الإصابات.
حيث درجت العادة بانطلاق فعالية المهرجان في شهر مايو من كل عام، لتنطلق فعالياته اليوم مجدداً بنسخته الـ74.
وقد وضع المخرج الأمريكي سبايك لي عودة مهرجان كان السينمائي الذي يترأس لجنته هذا العام، تحت شعار النضال، مطلقاً صرخة من أجل حقوق السود في الولايات المتحدة قبيل الانطلاق المرتقب للحدث مساء الثلاثاء مع عرض فيلم الافتتاح «أنيت».
وقال سبايك لي، وهو أول سينمائي ذو بشرة سمراء يتولى هذه المهمة، «هذا العالم يحكمه رجال العصابات»، حاملاً بشكل خاص على رئيسي روسيا فلاديمير بوتين والبرازيل جايير بولسونارو، وذلك خلال مؤتمر صحفي اعتمر خلاله قبعة سوداء عليها الرقم «1619»، في إشارة إلى سنة وصول طلائع العبيد إلى الولايات المتحدة.
وتطرق أولاً إلى مصير السود في الولايات المتحدة، وهو موضوع في صلب التزامه السياسي والفني لم يكفَّ عن استكشافه في أفلامه خصوصاً عبر فيلم «دو ذي رايت ثينغ».
ولفت إلى أنه بعد مرور أكثر من 30 سنة على عرض الفيلم لأول مرة، «كان يمكن أن يُخيل لنا أن ملاحقة السود مثل الحيوانات توقفت»، قبل الإشارة إلى السود ضحايا عنف الشرطة في الولايات المتحدة مثل «الأخ إريك غاردنر» أو «الملك جورج فلويد».
كذلك خاض أعضاء في لجنة التحكيم في مواضيع مختلفة، من المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو عن الوضع السياسي في بلاده، إلى الممثلة ماغي جيلنهال عن مكانة المرأة في السينما، مروراً بالفرنسية ميلاني لوران التي تطرقت إلى القضايا البيئية.
وقد أعربوا سابقاً عن سعادتهم بالاحتفال في مدينة كان بلمّ شمل السينما العالمية، بعد شهور من التباعد بسبب جائحة كوفيد-19. ووصف الكوري الكوري الجنوبي سونغ كانغ-هو، الممثل الرئيسي في فيلم «باراسايت» الفائز بالسعفة الذهبية سنة 2019، العودة إلى المهرجان بأنها «معجزة».
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، أكد عضو لجنة التحكيم الممثل طاهر رحيم الذي تلعب زوجته ليلى بختي دوراً رئيسياً في فيلم «ليزانترانكيل» المشارك في المنافسة، أنه ينظر إلى الأخيرة على أنها «ممثلة مثل الآخرين» وأن هذا الوضع لا يطرح مشكلة «أخلاقية».
«ارتياح وإثارة»
بعد هذه الكلمات وجلسة تصوير تمكنوا خلالها من نزع الكمامات، بدأ أعضاء لجنة التحكيم مساء الثلاثاء ماراثونهم السينمائي مع 24 فيلماً لمخرجين متنوعين، من الشابة جوليا دوكورناو إلى بول فيرهوفن مروراً بالإيطالي ناني موريتي والروسي كيريل سيريبنيكوف، خلال المسابقة التي تنتهي بمنح السعفة الذهبية في 17 يوليو.
وتنطلق العروض مساء الثلاثاء مع فيلم «أنيت» للمخرج ليوس كاراكس.
وقال آدم درايفر وهو بطل الفيلم مع ماريون كوتيار، لوكالة فرانس برس «كوفيد لا يزال موجوداً، لكن التواجد في الفيلم الافتتاحي لعودة المهرجان (...) يمنحنا شعوراً عظيماً بالارتياح والإثارة».
هذا الفيلم الذي تولت فرقة «سباركس» الأمريكية الشهيرة كتابة السيناريو والموسيقى فيه، يروي قصة الممثل الكوميدي هنري (آدم درايفر) والمغنية ذات الشهرة العالمية آن (ماريون كوتيار)، تُحدث ولادة طفلتهما المميزة جداً اهتزازاً في علاقتهما.
أجواء كورونا
منذ ما بعد ظهر الاثنين، بدأت الأجواء الاحتفالية تعمّ الكروازيت وفُرشت السجادة الحمراء التي لمعت من خلالها عدسات المصورين المتشوقين لالتقاط أجمل صور السجادة الحمراء، والتي افتقدوها خلال العام المنصرم.
ومع أن دخول المهرجان مشروط بإبراز شهادة مرور صحية، ووضع الكمامة إلزامياً حتى في المساحات الخارجية، سُمح بعد وضعها للفنانين لدى وجودهم على درج قصر المهرجانات.
ولا تقل الإجراءات الأمنية أهمية عن تلك الصحية، وقد أُرسلت تعزيزات للشرطة إلى المدينة التي ستكون مراقبة بكل الوسائل الممكنة، أكان بواسطة الدوريات الراجلة، أو بالاستعانة بالخيالة والدرّاجين، أو باستخدام كلاب الأثر.