عاشت عائلة بريطانية محنة قاسية بسبب «ذر بطارية» ابتلعه رضيعها، فوضعه بعدها على حافة الموت عشرات المرات؛ إذ احتاج إلى 28 جراحة لإنقاذ حياته، كانت آماله في النجاة منها ضعيفة جداً، في حادثة نشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وروى البريطاني إليوت لينون، من ساسكس، مأساة عائلته التي تسبب بها ذر بطارية، محذراً الآباء من تركها في أيدي أطفالهم، بعدما تسببت في إخضاع طفله الصغير «أولي» لجراحات خطرة، لإنقاذ حياته.
وأوضح لينون أن تفاصيل الحادثة وقعت في عام 2017 بعد رحلة عائلية للخارج، عندما لاحظ إصابة طفلة بسعال، وعدم قدرته على ابتلاع طعامه، واعتقدوا أنه مصاب باختناق أو بالربو.
وأوضح قائلاً: «كنا في رحلة عائلية وعدنا إلى المنزل لتناول الغداء، وكان الأطفال بمفردهم في الغرفة الأمامية، بينما كنا نصنع لهم شطيرة. ثم لاحظنا على أولي أعراضاً غريبة، لم يكن يسعل ولكنّ نوعاً من الاختناق يمكن أن تسمعه».
وتابع: «أي طعام كان يأكله يتقيأه فوراً. عندما حاولنا إطعامه مرة أخرى، تقيأ جلطة دموية. كان الأمر صعباً».
وهرع الوالدان بطفلهما الرضيع إلى مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن، حيث أجريت له فحص بالأشعة كشفت أنه ابتلع بطارية زر. وبسبب خطورة الحالة، وقع الأب على وثيقة لإجراء جراحة لطفله لاستخراج البطارية الزر.
وحذر الطاقم الطبي هناك من خطورة الجراحة؛ إذ إن الطفل لديه فرصة بنسبة 10% فقط للبقاء على قيد الحياة، بعد نقله من وحدة العناية المركزة.
لكن محنة الرضيع لم تنتهِ بعد هذه الجراحة؛ إذ تسببت المواد الكيماوية في البطارية بتدهور حالته، ما استدعى إجراء 27 جراحة أخرى لإنقاذ حياته، بعضها كان قريباً جداً من قلبه. وقال الأب المفجوع: «لن يتعافى تماماً أبداً. لن يتمكن أبداً من ممارسة الرياضة مثل الأطفال الآخرين».
ونشر الأب صورة مؤلمة للرضيع داخل العناية المركزة تظهر كمّ الأسلاك المربوطة بجسمه الصغير.
وعلى الرغم من نجاته، لا يزال الطفل يواصل علاجه حالياً. وكشف الأب عن محنة طفله، محذراً الآباء الآخرين من من خطورة تلك البطاريات، وبضرورة إبعادها عن أيدي أطفالهم.
وليست حالة «أولي» هي الوحيدة؛ إذ توفيت قبل شهرين طفلة تدعى هاربر لي فانثورب البالغة عامين، بعد ساعات من ابتلاعها بطارية صغيرة، تسربت على إثرها المواد الكيماوية إلى جسدها، ولم تدرك والدتها في حينها أن الطفلة ابتلعت البطارية.
وعلق اليوت على وفاة هاربر لي قائلاً: «أفعل ما بوسعي. عندما يحدث ذلك لأشخاص آخرين. نحن في ظرف مؤسف في هذا العالم؛ الأمر يكلف حياة طفل. ولابد القيام بشيء ما. آمل أن تحمل حادثة هاربر لي، خيراً لإنقاذ حياة آخرين».