يمتلك كل منا تصوره الخاص عن العطر المثالي بالنسبة له. إلّا أن عملية العثور على العطر المناسب لكل شخص ليست بتلك السهولة، فالإنسان قادر على التمييز بين 3 تريليون رائحة مختلفة.
ولإيجاد الرائحة المثالية نحتاج أولاً إلى المعرفة الواسعة بطبيعة المستحضرات التي سنشتريها. فالعطور تقوم على بناء هرمي مكوّن من ثلاث طبقات، وتشمل النفحات العليا التي تحتوي في الغالب على روائح نقية لها عبق الحمضيات أو الفواكه، وهي الأكثر وضوحاً بين مكونات العطر عند تطبيقه في البداية، كما تُعدّ الأسرع تلاشياً في نفس الوقت باعتبارها تتركّب من أصغر الجزيئات، ما يجعلها تتبخّر بسرعة.
أمّا الطبقة الثانية من الهرم فتضمّ النفحات الوسطى التي تحمل عادةً رائحة الأعشاب والأزهار أو التوابل، وتبدأ في الظهور مع تلاشي النفحات العليا وتدوم لفترة أطول منها، كما تُعدّ الرائحة الأكثر وضوحاً في العطر. بينما تشمل الطبقة الأخيرة النفحات القاعدية التي تشكّل أساس الحكاية العطرية لأي مستحضر.
وغالباً ما تتكون من مستخلصات ترابية مثل الفانيلا والشوكولاتة والخشب والمسك، وهي تضم أكبر الجزيئات لذلك تدوم لفترات أطول.
والآن، وبعد التعرّف على تركيبة العطورات أصبح بالإمكان تجريب بعضها، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنّ قدرة الأنف على معالجة أعداد كبيرة من الروائح بنفس الوقت محدودة للغاية، لذلك ننصح بتجريب من خمسة إلى عشر عطور فقط، لأن الزيادة عن هذا العدد سيجعل جميع الروائح متشابهة. كما نقترح بدء هذه التجربة مع أبرز العلامات التجارية لضمان اختبار أفضل ما يقدمه عالم العطورات.
وتُعدّ Parfums de Marly من الأسماء المفضّلة هذا الموسم في المنطقة، إذ تواصل دار العطور الفرنسية تحقيق مكانتها المرموقة بين خبراء القطاع على مستوى الإقليم، نظراً لجودة منتجاتها ومجموعاتها العطرية المعاصرة التي تركّز على تفضيلات العملاء. فهي توفر من خلال كل عطر تطرحه شعوراً حالماً، وذلك بسبب رائحته المميزة وتركيبته القوية، التي تلامس الإحساس بشكل مباشر وواضح.
وعند استكشاف 5 -10 عطور، ننصح باختيار أكثر نوعين مفضّلين وتطبيقهما على البشرة، بحيث يتم رشّ كل عطر على معصم قبل مغادرة المتجر ومتابعة النشاط اليومي بشكل طبيعي. وخلال هذه الأثناء سيبدأ الهرم الذي تحدّثنا عنه سابقاً في إرسال نفحاته تباعاً.
ومع مرور اليوم، ستتطوّر رائحة كل من العطرين المختارين، وربما يكشفان عن ملامح أكثر جمالاً مما تم اختباره في المتجر، أو قد يتحولان إلى رائحة مملّة خلال 15 دقيقة. لذلك ينبغي تجريب العطور على البشرة لمعرفة نتيجة تطورها.
وفي حال لم تكن النتيجة مرضية، تتم إزالة الرائحة عن المعصم والتوجه من جديد إلى المتجر لتجريب روائح أخرى حتى إيجاد العطر المفضّل.
ومن يعرف! ربما يحالف أحدنا الحظ ويجد عطره المثالي من أول مرّة، وقد يستغرق الموضوع عدّة محاولات. وفي الحالتين، سيكون من الرائع اختبار هذه الروائح الرائعة طوال فترة البحث. وعند إيجاد العطر المنتظر، يحين دور الاختيار بين الإصدارات المتوفرة منه ونحن ننصح بانتقاء عطور من فئة أو دو بارفان لأن حضورها قوي وتأثيرها يدوم طوال اليوم.