لقبها “هانم الدراما المصرية”، صاحبة التاريخ الطويل والحافل من الأعمال والعلامات الفنية المحفورة في قلوب وعقول جمهورها.. إنها النجمة صفية العمري، الممثلة والفنانة وسفيرة النوايا الحسنة، التي ابتعدت لفترة طويلة عن الساحة الفنية، وعادت لتتألق من جديد بصورة قوية.
وفي حوار مع قناة “العربية”، أفصحت عن العديد من الأمور، منه تكريمات حصلت عليها هذا العام، ومشاركتها كرئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان أسوان السينمائي، وعن دورها واهتماماتها كسفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة للسكان، وعن تفكيرها في الاعتزال.
كأول سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط والدول العربية، ما رأيك في هذه التجربة؟
إنها تجربة ثرية، فلم أتخيل يوما أنني سأناقش قضايا من هذه النوعية، فهي تجربة إنسانية عظيمة بكل ما تحملها الكلمة من معنى، وكوني أول سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة للسكان، وتعاملت مع قاع المجتمع في العديد من البلدان، وقد شاركت من قبل في حملة لليونيسيف للتطعيم ضد شلل الأطفال وللتوعية ضد الإيدز وضد التفرقة بين الجنسين، وفخورة أنني كنت سفيرة للسلام لأن العالم أصبح بحاجة إلى سلام.
كما أن الفنان بصرف النظر عن أن يتم اختياره سفيرا للنوايا الحسنة، لابد أن يكون له دور إنساني، ربنا لم يخلقنا الله لكي نأكل ونشرب وننام، فلابد أن يكون لدينا دور إيجابي، أقل ما فيها مساعدة ومساندة ومشاركة وجدانية وإنسانية، فلابد أن يكون له دور فى الخدمة المجتمعية والعمل الإنساني.
وهل كان هذا الأمر مشجعا لك للموافقة علي أن تكوني رئيس لجنة التحكيم في مهرجان لأفلام المرأة؟
بالطبع أعجبت بالفكرة ومشاركتي فيها، فكوني سفيرة جعل جزءا من اهتماماتي قضايا المرأة والأسرة والطفولة والشباب وأيضاً الصحة النفسية للمرأة، والسينما من الأمور الهامة التي تنقل كل تلك الأمور من خلال الأفلام التي تقدم، كما إنها أول مشاركة لي في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة.
وسعيدة بتجربتي فيه جدا لأنها ثرية وغير عادية، كما أنني سبق وأن شاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجانات عربية وعالمية، ولي تجارب سابقة في المهرجانات السينمائية.
وبما أننا نتحدث عن مهرجان سينما المرأة.. فما هي أكثر مشاكل المرأة التي تستفزك كفنانة؟
مشاكل المرأة ليست فقط مع الرجل وهذا مفهوم خطأ، المرأة بتكوينها لديها كثير من المشاكل التي تواجهها في المجتمع، لذلك هي تحتاج إلى تركيز أكثر، كما يجب التركيز على الجانب النفسي، خاصة من ناحية التفرقة بينها وبين الرجل في حال تقدمت في مركزها بالعمل فهي تواجه تحديات وصعاب.
في وقت قصير كنتِ في مهرجانين وهما الإسماعيلية الدولي للأفلام وأسوان لسينما المرأة فما تقييمك للتجربتين؟
أعجبت بالتطور الذي حدث في مهرجان الإسماعيلية، فلقد عاد بشكل قوي بعد فترة غياب، ففرحت كثيرا بفعالياته وتفاصيله الجديدة، وكان لدي فيه تكريم، على عكس مهرجان أسوان الذي كانت مشاركتي فيه كعضو لجنة تحكيم.
ماذا عن فيلمك “كان لك معايا” في مهرجان الإسماعيلية الذي يتمحور حول مصممة الأزياء الخاصة بسعاد حسني؟
تأثرت كثيراً بالرواية وشخصية “ليلى” وتعايشت معها بشكلٍ كبير، هي كانت مصممة الأزياء الخاصة بسعاد حسني، وكانت تربطهما علاقة صداقة وانهارت كثيراً بعد وفاتها، كما أنه من الأفلام الروائية، والتي تدور أحداثه عن نشأة قصة حب بين شريف وليلى، ولكن تمنعهم الظروف الاجتماعية من الزواج، ليفترق الاثنان، ثم يعودا مرة أخرى بعد سن المعاش ويتفقا على الزواج وفي ليلة العرس تحدث مفاجأة.
لماذا الغياب الطويل عن الدراما رغم ما تشهده من تطور على صعيد الإنتاج؟
من المستحيل بعد “ليالي الحلمية” و”أوبرا عايدة” و”الأيام” وكل هذه الأعمال التي ما زالت حتى الآن تعرض على شاشات التلفزيون رغم مرور سنوات طويلة عليها، أن أشارك في أي عمل درامي ليس بالمستوى نفسه. فأنا لست بعيدة بإرادتي، ولكن الأعمال الجيدة القيمة لم تعد متاحة في هذه الظروف، وأنا لست ممتنعة أو مقصرة ولكن منذ فترة طويلة تعرض عليًّ أعمال مكررة، والجمهور يضعني في مكانة معينة، وأنا غير مستعدة أن أقدم لهم عملا لا يرضيهم أو دون المستوى، أو يشعرون أنني أقدم أعمالا لمجرد التواجد فقط على الساحة وشاشة التلفزيون.
منذ فترة طويلة وأنا غير مقتنعة بما يعرض عليَّ ولا أريد أن أقدم أدوارا مكررة، فكنت أبحث عن أدوار متنوعة فيها اكتشافات أخرى لشخصيتي، لأنني لا أحب الشخصية النمطية وهو ما لم أجده في السنوات الأخيرة في تقديم أدوار مختلفة فيها إبداع، بحيث أن أكون “شبعانة” ومستمتعة وسعيدة أثناء أدائها، بينما الأدوار السطحية لا تأسرني ولا تجذبني لتقديمها، ولذلك تجدني كنت مُقلة في أعمالي.
بعد كل هذا التاريخ الطويل.. ما هي أحلام صفية العمري؟
لا يوجد سقف لطموح الفنان وأحلامه وتاريخه ولا يمكن اختصار مشواره في عمل واحد، لكن على مدار تاريخه تجد شخصيات يتأثر بها، وأحلام الفنان متغيرة مثل الحياة، والأدوار التي أتمنى أن أقدمها مراراً وتكراراً هي الأدوار التي تتناول قضايا المرأة ومشاكلها لأنها بحاجة الى دعم كبير، خاصة من صنّاع الفن وأتمنى أن تلقى قضايا المرأة اهتماماً أكبر مما عليه الآن.
هل فكرت في الاعتزال من قبل؟
لم أعتزل ولكني مبتعدة عن الأدوار التي لا تليق بي وبتاريخي، اعتزال الفنان يكون له أسبابه ودوافعه وأنا ليس لدي أسباب تدفعني لاتخاذ قرار الاعتزال، فما دام الفنان قلبه ينبض والشعلة التي بداخله ما زالت مشتعلة فلن يفكر في الاعتزال، فالفنان لا يعتزل إلا إذا عُزل.
ما الدور الذى تتمنين تقديمه؟
أتمنى أن أقدم دورا متعلقا بالمرأة المصرية، فهي لها دور هائل ومهم، سواء اجتماعيا أو وطنيا أو إنسانيا، فنبحث عن الشخصيات التي تتعلق بالمرأة المصرية، ولكن للأسف لا يوجد شخص يكتب للمرأة فى الأعمال التليفزيونية والسينمائية، فهناك نماذج كثيرة جدا يمكن أن نقدمها للجمهور لأن صورة المرأة المصرية مشرفة، ولكن بشرط أن يكتب عنها بشكل جيد.
ما هو جديدك؟
حالياً أنا في فترة راحة، ولدي عدد من السيناريوهات التي أقوم بقراءتها حتى أتواجد بعمل جيد أقدمه للجمهور.