استعاد الفنان المصري محمد منير نشاطه الفني خلال الفترة الماضية، حيث قدم مجموعة من الحفلات والأغنيات الجديدة، التي طرحها لجمهوره، وحققت نجاحًا لافتًا، ويستعد حالياً لتقديم “ديو” غنائي مع الفنان والملحن حميد الشاعري ليعيدا سوياً تجربة أول ديو قبل 35 عاماً.
وقال منير في تصريحات صحفية: “سعدت جداً بعودة إقامة الحفلات المباشرة والالتقاء بجمهوري الذي اعتبره عائلتي، حيث منحتني الدافع للاستمرار وبعثت بداخلي طاقة تجعلني أفكّر في إسعاد الجميع عبر أغنيات جديدة.. فأنا أعتز بحب هذا الجمهور، والعلاقة الوثيقة بيننا تجعلهم المعلنين الحقيقيين عن أعمالي، بمعنى قبل الأغنية وبعدها هم من يقومون بالدعاية بشكل عفوي، وهذه طبيعتهم معي، كما أنني أتعامل معهم كأب أو أخ أكبر لهم عندي حق النصيحة، وأحياناً اللوم، وتوجد بيننا مساحة تسمح لي بذلك، لدرجة أنني أتابعهم بعد الحفل خشية حدوث مكروه أو حادث.. ورسائلي إليهم في حفلاتي تحثهم على التنوير، فأنا ضد الجهل، من منطلق أن الفنان لابد أن يعمل على تقويم جمهوره قبل أن يمتعهم، لذا لا توجد حفلة لي إلاّ وتكون لها رسالة هادفة”.
منير يعمل حالياً على “ديو” غنائي يجمعه بالفنان والملحن حميد الشاعري بعنوان “مين يستاهلك” كلمات رضا المصري وألحان فارس فهمي وتوزيع نديم الشاعري، وحيث لفت إلى أن هذا الديو يعد التجربة الثانية مع حميد الشاعري بعد 35 عاماً منذ أن قدما سوياً عام 1986 ديو “أكيد” وحقق نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى أنه يجهز مجموعة من الأغنيات المنفردة التي سيتم إصدارها قريباً.
وحققت أغنية منير الأخيرة “الباقي من الصحاب” التي طرحها من خلال قناته على موقع “يوتيوب” نجاحاً كبيراً وتخطت مشاهداتها خمسة ملايين، وعن هذه الأغنية قال: سعيد بنجاح هذه الأغنية التي تتناول فكرتها الذكريات القديمة وما يدور بين الأصدقاء، وهذا النجاح يولد لديَّ طاقة إيجابية تجعلني أريد أن أملأ الدنيا أغنيات وحفلات، وهي من كلمات أحمد حسن راؤول، وألحان أحمد زعيم وتوزيع وسام عبد المنعم، وهي من أغاني ألبومي “باب الجمال”، الذي ضم خمس أغنيات تركز على البهجة والفرحة، حققت كلها نجاحات تعد ثمرة جهود كبيرة، وذلك من خلال التعاون مع مجموعة من الموزعين الموسيقيين الرائعين منهم أمير محروس، وأسامة الهندي.
عن الأسباب التي دفعته لطرح ألبوم “باب الجمال” على “يوتيوب” بشكل متقطع، ولم يصدره في «سي دي» مرة واحدة أوضح: لابد أن نجاري العصر الذي نعيش فيه ونواكب التطور الذي يحدث، فأنا من الجيل الذي بدأ مع عصر الكاسيت، ثم تطور الأمر حتى وصلنا لعصر الـ “سي دي”، والأمر تطور بعد ذلك وأصبحت الأغاني تطرح عن طريق “الإنترنت”، وهذا هو السوق والموضة حسب الزمن. وبالنسبة لأحب الألبومات إلى قلبه، والتي قدمها خلال مشواره الغنائي الذي يمتد لأكثر من 45 عاماً، لفت إلى أنه يحب ألبوماته، فلا يوجد ألبوم طرحه في السوق دون اقتناع، فهو بطبعه لا يفعل شيئاً في حياته إلا من خلال الحب، وهذا يعني أنه لا توجد أغنية محببة له أكثر من أخرى، ومع ذلك فبعد طرح المصنف الفني في السوق، تنقطع علاقته بالأغنية، ويفكر في تقديم الجديد مباشرة.
وحسب النقاد، يحسب لـ “منير” خلال مشواره حرصه على التعاون مع الشباب المؤلفين والموسيقيين وفي الوقت نفسه على وجود معايير يختار على أساسها ما يقدمه، وفي هذا الصدد أشار إلى أنه تربى على كلمات عدد من الشعراء العظماء في الكلمة والألحان، لذا فإن المفردات الجديدة أهم معيار الاختيار لأي أغنية يقدمها، لأنه يحب الشيء المختلف والجديد في حياته، وما لم يغنه من قبل، وحسب قول منير: مفردات مجدي نجيب، وعبد الرحمن الأبنودي، قدمت منها الكثير وحفظتها، ولن أنسى علاقتي ببهاء الدين محمد، وكوثر مصطفى، فلهما مفردات خاصة بالوقت الذي قدمت فيه أغانيهما، فكانت جديدة ومختلفة لم أتطرق لها من قبل وكذلك كمال الطويل.. وليس من الممكن أن أكرر المفردات نفسها من شاب جديد.. ولكن لأني أساند المواهب، فلا أضع مواصفات أو شروطاً غير الجودة وعدم التكرار، ولا يهمني الاسم لأني عندما بدأت مشواري الغنائي لم يكن لي جمهور.. ففي ألبومي الأخير “باب الجمال”، قدمت عدداً من الشعراء، منهم أحمد حسن راؤول، فهو شاعر له مستقبل كبير.
منير لديه مشروع تقديم “ميدلي” (سلسلة من الأغاني أو جزء منها مختلط بشكل متناغم) لبعض أغاني أم كلثوم قال عنه: هذا المشروع يراودني منذ فترة ولكن يحتاج الوقت المناسب، وأطنه قريباً.. لعمل أغنية نصف ساعة كاملة لأحلى مقاطع أحببتها وقدمتها أم كلثوم، بهدف تعريف الشباب من الأجيال الجديدة بهذا الزخم من الفنانين، ومنهم أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، وهدفي من ذلك إيصال رسالة للشباب الذي لم يعاصروا هؤلاء النجوم الكبار لتعريفهم بهم. ويكمل: أنا لا أقدم أغنية قديمة إلا إذا كنت أحبها، وأتأثر بها بشدة، وينتابني القلق والتوتر، وهذا ما حدث لي مع أغنيات لنجاة الصغيرة، صباح، وردة، وفايزة أحمد.
عن رأيه في أغاني المهرجانات المنتشرة على الساحة في الفترة الحالية، قال: أنا أتعامل مع الكلمات الجيدة، ولست ضد أي أغنية.. الفن عبارة عن أغان ضعيفة وأخرى قوية، أنا أستمع لأغاني المهرجانات، وكل ما يقدم من فن جميعنا شركاء فيه، اعتدنا حب الغناء والتمثيل في إطار الفن، ولكن نحن ضد الإسفاف والابتذال، وكل جيل يحمل ملامح نفسه وليس ملامح غيره، لو رجعنا بالزمن إلى سنة 1918 سنجد أنه كان هناك أغان لا تعجبنا كلماتها، وستجد في كل قرن من الزمان تغيرات كبيرة في الغناء بشكل عام.
رفض منير جملة “الجمهور عايز كده”، كمبرر لتقديم أغان هابطة بكلمات رديئة، وقال: الجمهور طول عمره يستمع للفن الجيد، وإلاّ كنا اختصرنا الموضوع وذهبنا خلف الأغاني السطحية، وهنا يأتي دور الفنان الواعي، وهو حسن الاختيار، وأقولها مراراً وتكراراً كل الأغاني السطحية ستمحى سريعاً من الذاكرة، ولن تستمر، فليس هناك فن ينبع من فراغ، فلابد أن يكون هناك ما يحركه، وهناك فن للترفيه والتسلية، وفن آخر يحمل قضايا وفكراً وجدية في التناول، وما أحوج مجتمعنا العربي خلال هذه الفترة لشيء جاد يتناول حياتنا الحالية.
قال منير: منذ أن بدأت مشواري حتى اليوم وأنا أُغني للإنسان، فانحيازي الدائم وفي كل أغنياتي له، فقد غنيت منذ أكثر من 40 عاماً: “لا يهمني اسمك ولا يهمني لونك ولا عنوانك، يهمني الإنسان ولو ملوش عنوان”، ولهذا سأظل حريصاً على الانحياز لقضايا الإنسانية.