مع حلول شهر رمضان يتجدد الجدل في المجتمع حول مساعدة الرجل للمرأة في أتعاب البيت، ويعود للساحة النقاش حول أحقية إعداد الطعام والقيام بالأعمال المنزلية.
في البيوت العربية والمغربية اعتدنا برمضان على الصورة النمطية لوقوف المرأة في المطبخ طوال اليوم لإعداد الإفطار وإكمال باقي الأشغال بعده كوجبة العشاء أو السحور حسب عادات كل مجتمع.
عادة باتت "طبيعية" طوال السنة بكل أشهرها، لكنها في رمضان تشعل مواقع التواصل الاجتماعي وأحاديث الأسواق كما النقاشات بين الأزواج وداخل الأسر.
الأعمال المنزلية ذكر أم أنثى ؟
كما لو كان إرثا متروكا أو عقد بيع وشراء تركت مسؤولية البيت والمطبخ بين يدي المرأة منذ قديم الزمان، لا يجاورها فيها الرجل.
في الآونة الأخيرة استطاعت المرأة التمرد، وأصرت على أن الأعمال المنزلية ليست فرضا ولا واجبا عليها، بل استلمت زمامها بمحض إرادتها وطيب خاطرها.
ويرى علماء الدين بأن خدمة المرأة في البيت غير ملزمة عليها دينيا بل هي تكرم منها، و حذر الفقهاء من سوء تفسير الأحاديث الدينية المتعلقة بالمرأة والزوج والبيت وعدم اتخاذها لإذلال المرأة.
لكن كثيرا من الرجال اليوم رغم التطور المجتمعي والفكري لازالو يرون أن مكان المرأة الحقيقي هو المطبخ والبيت وعليه فترتيبه وخدمة أهله من واجباتها الأساسية، ويؤكدون على أن مساعدتهم للمرأة في هذا النطاق تفضل منهم ولا يدخل ضمن خانة اختصاصاتهم لا إنسانيا ولا دينيا.
المساعدة بين الفرض والخدمة
دأب المجتمع على حشو آذان الرجال بكلمات ونصائح، بكون أعمال البيت ليست فرضا عليه بل حكرا على المرأة، وحذره من أن يقلل الأمر من رجولته، واختلفت الآراء بين الجنسين وبأغلب الفئات العمرية حول التعاون بين المرأة والرجل في واجبات البيت ومتاعب المطبخ، فالزواج والحياة الأسرية شراكة ومد الزوج ليد المساعدة لا ينقص من كرامته شيئا، بل يزيد من احترامه لنفسه وبين أهل البيت.
التربية على المساعدة
العمل الجماعي بين المرأة والرجل في البيت يخلق جوا من الألفة والاستقرار النفسي، ويؤثر على المرأة إذ أن الأمر يسعدها ويساهم في إيصال مشاعر المحبة والرحمة لها، مما يعود بالإيجاب على الحياة داخل البيت.
وتعد التربية عاملا مهما في تكوين منظومة أسرية صحيحة قائمة على التعاون بين الجنسين لا يرى فيها طرف نفسه أقل قيمة من الآخر.
فالواجب على الأسرة والمجتمع غرس قيم التعاون والمساعدة بكلا الفردين ذكرا وأنثى منذ التنشئة الأولية.
والسعي لتغيير نظرة المجتمع حول دور الرجل في البيت سواء الأعمال أم تربية الأطفال والتخلي عن الصور النمطية والعبارات المحشوة بالجهل فيما يخص دور المرأة وقدراتها وقوامة الرجل.
يقول الله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا".