افتُتح مساء الاثنين، المعرض الفردي للفنان التشكيلي المغربي عبد اللطيف صبراني، برواق F.O.L بشارع موسى بن نصير في الدار البيضاء، وسط حضور نخبة من الفنانين وأصدقاء الفنان، ويستمر المعرض حتى 21 دجنبر 2024، مقدما مجموعة من اللوحات التي تجسد الرؤية الإبداعية للفنان وتبرز موهبته الفريدة.
عبد اللطيف صبراني، الذي يُعد أحد الأسماء البارزة في المشهد التشكيلي المغربي، قدم في هذا المعرض أعمالا جديدة ومميزة تكشف عن تطور واضح في تجربته الفنية، بأسلوبه المميز الذي يمزج بين التراث المغربي والتقنيات المعاصرة، استطاع الفنان أن يخلق جسرا بصريا بين الماضي والحاضر، معبرا عن قضايا إنسانية واجتماعية مستوحاة من الحياة اليومية، ومسلطا الضوء على التقاليد والثقافة المغربية بألوان نابضة وأسلوب مبتكر.
وفي قراءة متأنية لأعمال الفنان، يتضح اهتمامه بالتفاصيل الدقيقة التي تنبض بالحياة، سواء من خلال الألوان المتناغمة أو التكوينات المتشابكة التي تميزت بها لوحاته. لوحته الرئيسية، التي يقف بجوارها بثقة في إحدى زوايا المعرض، تكشف عن العمق الهندسي والبصري الذي يميز إبداعه، حيث استلهم خطوطها من التراث المعماري المغربي، لتتحول إلى تركيبات حديثة تعكس حركية الحياة وتعقيداتها.
كما لفتت لوحات أخرى الأنظار، بتفاصيلها التي تجمع بين التجريد والرمزية، حيث يعرض صبراني بصمته الفنية التي تجمع بين البساطة في الفكرة والدقة في التنفيذ، في إحدى لوحاته، يظهر التناغم بين الألوان الترابية والدافئة ليحاكي الموروث المغربي في أبهى صوره، بينما تترك لمسات الفرشاة إحساسا بالحركة والانسيابية، مما أضفى على اللوحة إحساسا بالحياة.
لوحات عبد اللطيف صبراني تحمل بين طياتها رسائل عميقة تتجاوز الجماليات البصرية، إذ يدعو المشاهد للتأمل في قضايا البيئة والمجتمع والثقافة، مستخدما رموزا وإيحاءات مستوحاة من الموروث المغربي، وقد أبدى الحاضرون إعجابهم بتنوع المواضيع والتقنيات التي قدمها الفنان، مما جعل المعرض يشكل تجربة فنية شاملة تتحدث بلغة الأصالة والتجديد.
هذا الحدث الفني يمثل فرصة فريدة لعشاق الفن التشكيلي لاكتشاف تفاصيل جديدة في مسيرة الفنان عبد اللطيف صبراني، الذي نجح في أن يحجز لنفسه مكانة متميزة بين فناني جيله، كما أن المعرض يُعد منصة للتفاعل بين الجمهور والفنان، حيث يتيح للزوار فرصة استكشاف أبعاد الهوية المغربية من خلال أعمال تنبض بالحياة والإبداع.
إن معرض عبد اللطيف صبراني ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو تجربة إبداعية تأخذ الزائر في رحلة لاكتشاف جماليات التراث المغربي برؤية حديثة ومتفردة، تكرس حضور الفن التشكيلي المغربي على الساحة المحلية والدولية.