تعتبر العيون نافذة الروح، فهي فتحة تخبر عن صاحبها الكثير، ويكون ذلك من خلال النظر إلى عيني الشخص بشكلٍ مباشر، وملاحظة كيفية تحريك عيونه، حيث إنّ لكل حركة دلالة معينة يمكن من خلالها معرفة ما يفكر به الشخص الذي أمامك.
ويمكن للشخص فهم لغة العيون من خلال ملاحظة نظراتها واتجاه حركاتها، فيشير النظر إلى العيون مباشرةً أثناء الحديث إلى الاهتمام، ومن ناحية أخرى يمكن أن يُعبر التواصل البصري لفترات طويلة عن التهديد، كما قد يشير عدم النظر إلى العيون أثناء الحديث إلى أنّ الشخص يحاول إخفاء مشاعره الحقيقية، أو أنّه مشتت الذهن، أو يشعر بعدم الراحة.
ويدل اتساع حدقة العين على الاندهاش والاهتمام، وأما إغلاق العينين، قد يقوم به الأشخاص نتيجة لشعورهم بالضيق وعدم الراحة، لهذازيترجمون هذه المشاعر والإلتواءات الداخلية بالرمش بشكل أسرع.
وإذا قام شخص بالنظر إلى الأعلى للجهة اليسرى فإنّه غالباً يقوم بمعالجة المعلومات وربطها بمواقف سابقة أو شعور عاطفي، وإذا نظر إلى جهة اليسار دون النظر للأعلى فهو يحاول تذكر صوت، أما النظر إلى الأعلى للجهة اليمنى فيدل على أنّه يحاول التحقق من منطقية المعلومة التي سمعها، أو يحاول تذكر تجربة حدثت في الماضي القريب.
ويترجم النظر للأعلى بأنّ الشخص يفكر جيداً فيما يسمع، وقد يدل النظر للأسفل على عدم الراحة، أو الشعور بالذنب، أو عدم الاهتمام، أما النظر إلى الأنف يعني أنّ ذلك الشخص يشعر بالتكبر والغرور والتفوق.
ويزيد تواصل الشخص بالعينين عند التعامل مع الأشخاص الذين يحبهم، أو يُعجب بهم، أو هؤلاء الذين يمتلكون سلطةً عليه، أو عندما يتسم الحوار بالقرب، حيث يميل الشخص إلى النظر إلى الطرف الآخر بشكل متكرر، كما يمتد الاتصال بالعينين لفترات أطول من الزمن، حيث يُحكم على العلاقات بناءً على كمية النظرات المتبادلة بين الشخصين، فكلّما زادت النظرات كانت العلاقة أقوى.
ويُقلّل الشخص من تواصله بالعينين مع الطرف الآخر عندما يتحدث عن موقف محرج، أو حدث مخجل، بالإضافة إلى ذلك يتجنب الشخص النظر إلى الطرف الآخر عندما يكون حزيناً، أو محبطاً، أو عندما يتحدث عن مشاعره الشخصية.
تعد العيون بوصلة يختلف اتجاه حركة نظراتها، فلكل زاوية حركة، ترجمة خاصة تدخل ضمن فلسفة لغة العيون، فهي ردة فعل فسيولوجية، بمكانة المرآة التي تعكس مايكمن داخل شعور الإنسان.