لم يعد الذهب أو الفضة أو حتى الألماس المادة المفضلة للنساء، بعد أن ظهرت مجوهرات مبتكرة مصنوعة من حليب الأم هي الأغلى في نفس كل امرأة لأنها تذكرها بأجمل سنوات عمرها مع أحبائها.
ويتسابق الآباء من جميع أنحاء العالم الذين يرغبون في الاحتفاظ بذكرى شخصية فريدة على شراء الحلي من صائغي المجوهرات عبر الإنترنت، وإرسال قوارير حليبهم في البريد لتحويلها إلى خواتم وقلائد، بعد أن تزايدت المبيعات خلال وباء كورونا.
وذكرت صحيفة ديلي ميل أن عملية تحويل حليب الأم إلى مجوهرات تتم بعد تعقيم الحليب ومعالجته كيميائيّاً وميكانيكيّاً وسحقه، قبل تحويله إلى مادة صمغية وإعطائه عدة طبقات من الطلاء الواقي، وربما تستغرق القطع ما بين 10 و 21 يوماً حتى تكتمل.
وتظهر النتيجة النهائية في شكل مجوهرات وحلي مثل العقيق أو اللؤلؤ، ويمكن أن تكلف ما بين 50 جنيهاً استرلينياً إلى 1310 جنيهات استرليني اعتماداً على تصميم وموقع الصائغ.
من جانبها، ذكرت فيكي كريفاتين، التي تمتلك شركة مجوهرات حليب الأم الأبرز في بريطانيا «ما نقوم به هو تجميد الشعور والأحاسيس في الوقت المناسب، وتقديمها هدية للأم أو الأب ذكرى تستمر العمر كله».
ويتوقع الخبراء أن يزدهر ذلك البيزنس أو التريند مدفوعاً بحماس الآباء للاحتفاظ بأي شيء يذكرهم بتجربة الأمومة والأبوة الفريدة، مثل الصور الفوتوغرافية، وربما يكون صنع تذكارات من حليب الثدي خطوة تالية حتمية.
ويمكن تزيين الحليب المجمد برقائق ذهبية أو لؤلؤية وذهبية أو فضية أو أوبال أو نحاسية وحتى صنعها من الأحجار الكريمة التي تتناسب مع تاريخ ميلاد كل طفل.
وظهر أحد تصميمات خاتم حليب الأم في الأسبوع الماضي في برنامج تلفزيوني بريطاني، وعلقت كاثرين رايان على ردود فعل البعض قائلة: «من الجنون أن بعض الناس أبدوا اشمئزازهم من ارتداء خاتم من حليب الأم رغم أنهم يكونون سعداء بالشرب من بقرة لم يقابلوها من قبل».
وكانت فيكي قد قررت إطلاق عمل تجاري لإنشاء تذكارات الحمض النووي بعد تجربتها الشخصية مع الرضاعة الطبيعية والرغبة في تذكرها وتخليدها وجعلها رفيقاً يومياً للمرأة والأم يذكرها بأجمل سنوات عمرها.
واعترفت بأن مجوهراتها الفريدة غالباً تثير تعليقات متناقضة بين الاستحسان والمعارضة، ولكن الأغلبية تجدها مثيرة للاهتمام.
وتشير إلى أن مئات العملاء يقدمون طلباتهم الآن عبر الإنترنت، ويتبعون إرشادات حفظ وإرسال الحليب لتحويله إلى حلي ومجوهرات.
وتأتي 99% من الطلبات من عملاء لمرة واحدة وتتراوح الأسعار من 95 جنيهاً استرلينياً إلى 150 جنيهاً استرلينياً لعناصر مثل الخواتم وخرز التمائم والمعلقات.
وأوضحت: «تمثل مجوهرات حليب الأم لدينا كل التجارب والمحن في رحلة الرضاعة الطبيعية والتعبير عن المشاعر الطبيعية الغريزية».
وأضافت «أينما ذهبت، يعلق الناس على ما أرتدي، ويلاحظون أنه مذهل بصرياً وفريداً، وعندما أخبرهم محتواه، تتغير ردود الفعل ما بين السخط والرضا، ولكن الكثيرين يعتبرونه في قمة الجمال، لأني أردت أن أرمز إلى الوقت والحب والدموع والفرح وكل شيء آخر مرتبط بالرضاعة والأمومة».
وأكدت فيكي أن كل قطعة تذكارية أو مجوهرات وراءها قصة مليئة بالشجن، ربما لا أعرفها بالتفصيل، ولكنها تظل في وجدان الأم والابنة، لذلك نعلم أننا نصنع أغلي شيء للإنسان الذي يطلبه".
من جانبها، ذكرت الصائغة آن شاروبيم من نيوجيرسي أن الرجال بدؤوا يطلبون تلك المجوهرات بكثرة لأنهم يرون أن التذكارات تذكرهم بأحبائهم الزوجات والأبناء، منوهين بأنها أفضل الهدايا التي يمكن تقديمها للزوجة.
وتتلقى شركتها حالياً أكثر من 250 طلباً شهرياً للمجوهرات، والتي يراوح سعرها بين 80 و1800 دولار لأغلى عنصر، وهو خاتم على شكل فراشة مزين بالذهب والماس، كما أن تصميم مجوهرات «الدمعة» هو الأكثر شعبية لأنه يذكر الناس بقطرة الحليب.
كيف يتحول الحليب إلى مجوهرات؟
يرسل العملاء قوارير من حليب الأم في البريد.
يجري تعقيم الحليب ومعالجته كيميائيا وميكانيكياً وطحنه.
ثم يجري تحويله إلى صمغ راتينج ويتم إعطاؤه عدة طبقات من الطلاء الواقي.
يمكن أن تستغرق القطع ما بين 10 و21 يوماً حتى تكتمل.