من المشهد الأول إلى الأخير، يفيض فيلم «كرويلا» بالطاقة والحركة والعروض القوية والأسلوب المذهل والكلاب المبهجة وواحدة من أفضل الموسيقى التصويرية في الآونة الأخيرة.
والحقيقة أن كرويلا هو النسخة الثانية من أفلام الحركة الحية لديزني التي تعرض القصة الأصلية لأحد أشرارها بعد Maleficent التي عرضت في عام 2013. ومع ذلك، وعلى عكس Maleficent، يبدو أن معظم النقاد كانوا أكثر إيجابية تجاه Cruella لكونها أكثر نضجاً وأصالة في قصتها.
وبمقارنة إبداع جيني بيفان في الأزياء بفيلم آخر عن الموضة هو «الشيطان يرتدي برادا»، فإن بيفان مرشحة بقوة لجائزة الأوسكار.
من جهة أخرى يشهد المتفرجون مباراة في الأداء بين إيما ستون كشريرة «فخرية» وإيما تومسون كشريرة أصلية طاغية، بحيث تشعر وكأنك تريد ألا تختفي أيٌّ منهما من أمام الكاميرا أو الشاشة.
فيما يتعلق بالحبكة الدرامية، تدور القصة الأصلية حول واحدة من أكثر الشخصيات إثارة في ديزني - مصممة الأزياء الدلماسية، كرويلا دي فيل، التي تتجه إلى لندن في محاولة للعثور على حياة أفضل.
وتبدأ كرويلا الحياة باسم إستيللا وهي فتاة صغيرة مشاكسة بشعر أسود وأبيض وشغف بالأناقة.
ولا تنسجم إستيلا مع المدرسة تماماً، وتبدو تلميذة مشاغبة وعندما يضيق بها الحال، تستخدم قبضتيها لتخليصها من المشاكل.
وتسمي والدتها المحبة هذا الجانب من شخصية إستيلا «كرويلا»، وتشجعها على عدم الاستماع إلى الأصوات الشيطانية في رأسها.
لكن كرويلا الشريرة تظهر في إستيللا عدة مرات، وسرعان ما يتآلف الوجهان الجيد والسيئ ويرافقان صاحبتهما مع الجرو الصغير في رحلتها إلى لندن للبحث عن حياة أكثر جمالاً ومتعة.
ولم تمر الرحلة بسلاسة، مع التوقف لمقابلة البارونة (إيما طومسون) ما تسبب في حزن شديد لإستيلا.
وسرعان ما تصبح وحيدة في شوارع لندن في سبعينيات القرن الماضي ليتعرف عليها ويصادقها 2 من قنافذ الشوارع الخادعة أو المحتالان جاسبر وهوراس.
وتشعر هنا وكأنك تشاهد مشاهد من فيلم «أوليفر تويست» والثلاثة محتالون يجتاحون المدينة ويتخذون الخداع والاحتيال وسيلة لشق طريقهم في الحياة.
الجانب الشيطاني
ويستمر الثلاثة في طريقهم الملتوي المنحرف حتى سن الرشد، لكن إستيلا (إيما ستون) يتولد لديها شغف بالموضة، وتحلم بأن تكون مصممة أزياء رغم أفكارها الشيطانية ورغبتها في صناعة أزياء مبتكرة من فراء الحيوانات وخاصة الكلاب الدالمسية أو المنقطة بأبيض وأسود.
وتسوقها الأقدار والشغف للعمل مع البارونة المتعجرفة التي تثير في وجدانها الجانب الأناني الخبيث الذي يتغلب على طبيعتها الطيبة، فتدخل في منافسة معها ما يثير الاضطراب في عالم الموضة.
التصميم والإبداع في الفيلم مذهلان تماماً، مع مشهد واحد يشتمل على شاحنة قمامة تصل إلى السجادة الحمراء في مشهد يذكرك بأيقونة الموضة المصممة فيفيان ويستوود.
واستطاعت ديزني أن تنتج فيلماً رائعاً للكبار والصغار على حد سواء، تتخطى فيه محنة السينما الحالية في عمل يتسم بإيقاعه السريع والملون المتنوع والممتع إلى ما لا نهاية، عمل يجب أن يكون محور عودة الجماهير مرة أخرى إلى الشاشة الكبيرة.
كرويلا من إخراج كريج جيليسبي وتأليف دانا فوكس وتوني ماكنمارا، مع قصة ألين بروش ماكينا، وكيلي مارسيل وستيف زيسيس، مع أزياء جيني بيفان من ماد ماكس فيوري رود.
والبطولة لإيما ستون في دور كرويلا، وإيما تومسون في البارونة فون هيلمان، جويل فراي في دور جاسبر، وبول والتر هاوزر في دور هوراس، إميلي بيتشام في دور كاثرين دي فيل، كيربي هويل بابتيست في دور أنيتا دارلينج ومارك سترونج في دور جون، خادم البارونة.